Sunday, August 19, 2007

الأسرة والحياة الزوجية-- الغطاء والكشف

الاسرة ووالحياة الزوجية

الزوجة بين الحجاب والكشف

لم يضع الاسلام أي قيود على الحرية المسؤولةللمرأة ، أو يرد به أي نص مقدس يحط من كرامتها، بل كان كل نص .انما يستهدف حمايتها وصون كرامتها.
واذا كانت ممارسة الشبق حاجة بيولوجية ضرورية مثل الطعام والشراب فان القرأن الكريم لم يحد حرية المؤمنين والمؤمنات عندما حرم عليهم الزواج من الزناة وممن أشركوا بالله، وانما حرص المشرع على تقديم الطعام والشراب لهم في صحف مطهرة.
وعندما تعرض المشرع للباس المرأة لم يكن هدفه من ذلك التضييق عليها وانما صون كرامتها اذا ماتم النظر مع الاية لاسباب نزولها ولحكمتها الواضحة من السياق الواردة فيه أو التي تكشف عنها اللغة.

الحجاب:
لقد تعرض المشرع للباس المرأة في موضعين : الاول: يعالح فيه المشرع ظرفية خاصة تعرضت فيه المؤمنات الىالاذي من المنافقين واليهود والمشركين في المدينة فجاءت الاية لترشدهن الى سبل رفع الاذى عنهن
كانت المؤمنات يتعرضن لتحرشات من اليهود والمنافقين والمشركين في طرقات المدينة اذ كن يخرجن بثياب قصيرة لاتنختلف عما يلبسنه الاماء. ويمكن أن نتخيل مايمكن أن تلبسه المرأة في مجتمع فقير في موارده الطبيعية وذو مناخ حار معظم السنة والملابس منسوجة من الصوف المغزول وبالتالي ثقيلة وسميكة مما يجعل المرأة (والرجل أيضا) ترتدى علي جسدها ثوبا واحدا لايحتاج الي الكثير من الغزل والنسيج مما يترك أجزاء كثيرة من جسدها عاريا ، سواء بسبب قصره أو سعة فتحة الصدر التى تظهر مفاتن جسدها وتكوينه.كان أيضا عدد السكان محدودا مما يجعل معظم الرجال يعرف معظم النساء والي أى عائلةاو قبيلة يتتمين .ومع ذلك كان من في قلوبهم مرض من المشركين والمنافقين واليهود يتعمدون التحرش بالنساء المسلمات في طرقات المدينة ويدعون أنهم ظنوهن من الاماء اللائي يعرضن أنفسهن ولايضر اولياؤهن التحرش بهن لانهن لسن من أقاربهم أو ذوى أرحامهم حتى يعارون عليهن. وكان لابد من وضع حد لذلك يسد تلك الذريعة وذلك بأن يتم تمييز حرائر النساء المسلمات عن المشركات وعن الاماء لقطع الطريق علي من يمسهن باذى ومحاسبته إن فعل. ولهذا الغرض نزلت الايات ارقام58و57و 59و6 من سورة الاحزاب : " ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة وأعد لهم عذابا مهينا.والذين يؤذون المؤمنون والمؤمنات بغير مااكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا
. بأيها النبي قل لنسائك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين من جلابيبهن،ذلك أدنى أن يعرفن فلاييؤذين.وكان الله غفورا.لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لايجاورونك فيها الاقليلا."فالايات بدأت بالحديث عن الاذى الذى يلفاه المؤمنون والمؤمنات في المدينة ثم أبانت كيف يمكن لنساء المؤمنين أن يتميزن عن غيرهن بأن يدنين من جلابيبهن ثم جائت الاية رقم 60 لتهدد المنافقين ومن فى قلوبهم مرض بأنهم لوتعرضوا بعد ذلك للمؤمنات بعد أن تميزن بما يجعلهن معروفات لديهم بأن يتم انزال العقاب بهم حتى لايتبق منهم أحد في المدينة.
الموضع الثاني : يدعو فيه المشرع الرجال والنساء من المؤمنين والمؤمنات الي الالتزام بالعقةوالوقار والحياء والاحتشام. ويفرق فيه بين مجتمع الأسرة الذي يتميز بخصوصياته والمجتمع خارج الاسرة الذي له خاصية العمومية والشياع.ويرشد المشرع أيضا الى الآذاب التي تتفق مع المجتمع العام وتلك التى تتفق مع المجتمع الخاص والتي تختلف في كل منهما باختلاف طبيعته ووظيفته . ونزلت في ذلك الايات من سورة النور والتي جاء فيها :" ياأيها الذين آمنوا لاتدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا علي أهلها .ذلك خير لكم لعلكم تذكرون: فان لم تجدوا فيها أحدا فلاتدخلوها حتي يؤذن لكم ، وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكي لكم. والله بما تعملون عليم. ليس عليكم من جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم. والله يعلم ماتبدون وما تكتمون . قل للمؤمني يغضوا من أبصارهمويحفظوا فروجهم ذلك أزكي لهم. وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولايبدين زينتهن الا ماظهر منها ، وليضربن بخمرهن علي جيوبهن ولايبدين زينتهن الا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبناء بعولتهن أو أخواتهن أو أبناء أخواتهن أونسائهن أو ماملكت أيمانهن أو التابعين من غير ذوى الاربة من الرجال أو اتلطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء .ولايضربن بأرجلهن ليعلم ميخفين من زينتهن. وتوبوا الي الله جميعاأيها المؤمنون لعلكم تفلحون"( النورمن 27-31)ويستثنى من هذه الاحكام أيضا :" القواعد من النساء اللائي لايرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة" (النور 60)
وقد ذهب مفسرون الي أن الزينة المقصوده هي الحلي من عقود وأقراط وأساوروخواتم وخلاخيل وجميعها مما تتزين به النساءالا أنه من المستبعد وفق السياق أن تكون هي الزينة المقصودة في هذه الايات ،والاصح من ذلك القول بأن الزينة المقصودة في هذه الايات هي زينة الجسد. اذ أن الله كما زين السموات والارض زين النساء بتكوين جسدي متميز يجمع بين متطلبا ت الوظائف البيولوجية للاعضاء والوظائف الحماليةأو الزينة . ومن هذه الزينة العضوية ماجرى العرف على كشفه ومنها ماتتطلب التقوى والاحتشام تغطيته بالنسبة لغير الازواح والمحارم واخفائه عمن لاحق له في رؤيته . بل ان اظهار تلك الزينة مطلوب بين الازواج فهذه الزينة أو الخاصية الجمالية لبعض مكونات جسدها الغرض منها هو اثارة الزوج وافتتانه بزوجته فان قامت المرأة بكشفه لغير زوجها فان الكشف هنا لايعنى منطقيا الا دعوة الاجنبي المحرم عليها الي الافتتان بها والرغبة المحرمة مما يخرج القاتنة والمفتون بها عن نطاق التقوى.ومن تلك الاعضاء التى زين الله بها المرأة، وهي المقصودة أساسا في هذه الايات، نهداها. .فلفظ الجيب تعبير مجازى عن الفجوة التي تكون بين النهدين، اذ أن الجيب هو الشق ، والتى قد تظهر من طوق الثوب الواسع، والذي يتطلب ارتداء الملابس وخلعها أن يكون واسعا. فالمقصود بالجيب هنا مايظهر من فتحة الثوب من نهدي المرأةالتي زينها الله بهما لتثير غريزة زوجها الشبقية
والتي هي اثارة مطلوبةلأداء فعل حلال وليس الفتحة ذاتها. وهذا الذي يظهر من الفتحة هو الذي يلزم ارخاء الخمار عليه لتغطيتة أما اذا كانت فتحة الثوب ضيقة أو مغلقة بزراير أو غير ذلك من وسائل متبعة حاليا، ولا يظهر منها أى أثر للنهدين أو الفجوة بينهما، فتكون الفتحة الضيقة أو المغلقة حول العنق قد أدت دور الخمار وأخفت ماكان مطلوبا منه أن يخقيه.ونجد هنا ربظ بين القيمة الجمالية والقيمة الاستعمالية للنهدين. فطالما القيمة الجمالية يقتصر
فعلها علي اثارة الزوج فلايجب أن يطلع عليها سواه ، دون اغفال أن وظيفة الثدي أيضا هي ارضاع المولود الذي لم يبلغ سن الفطام. أما ماذهب العرف علي ظهوره فهو الوجه والجيد وكلاهما أيضا فيه زينة ولكن زينة من المشقة علي المرأة اخفائها وكل مايطلب من الرجال بشأنها هو غض ابصارهم أي صرف أنظارهم عما يرونه مكشوفا. وليست الزينة المسموح بكشفها هي الكحل والاقراط والخواتم علي نحو ماذهب اليه البعض. وأما ضرب الارجل لاظهار ماأخفين من زينة فيدخل ضمنه أو يقاس عليه مانشاهده حاليا من امرأة تلبس ثوبا طويلا يصل الي كعبيها ومشقوق من الحانبين وكلما ضربت باقدامها الارض انفرج الشقان وكشفا ماتخفيه المرأة من تحت الثوب ثم يلتحم الشقان مرة أخرى فيتعاقب الكشف والغطاء طوال سيرها ويمكن لمن تمر عليه أن يلمح ساقها كاملا وربما أيضا لون ملابسها الداخلية.وليس اكثر اعراء للمرأة من لعبة الغطاء والكشف تلك وربما كان هذا هو القصد من الآية وليس فقظ ماذهب اليه المفسرون من أن الضرب بالارجل يظهر مافي ادني الساقيثن من خلاخيل تصطك معا فيصدر عنها صوت يلفت الانظار اليها أثناء مشيها.
جاء في كتب التراث أنه عندما نزلت الاية التي تطالب المؤمنات بأن نضربن بخمرهن على جيوبهن والتى عرفت بأية الحجاب فامت نسوة في المدينة بشق مازاد في جلابيبهن وصنعوا منه خمارا. يقهم من هذا أنه كان ثمة نسوة في المدينة لايستعملن الخمار وأنهن لكي يصدعن لأمر الله قاما بقطع الزائد في ثيابهن لصنع خمار منه أي قمن بتقصير ثيابهن بعد أن لم يعد ارخاء الثوب لتمييزهن ضروريا فقد رحل اليهود عن المدينة وتم معرفة المنافقين ونبذهم ولم يعد من يجرؤ علي التعرض لهن.
ولقد لاحطت وسائل الاعلام في الاونة الاخيرة كثرة المحجبات في المدن المصرية دون أن يلزمهن أحد به لامن آبائهن ولا أزواجهن ، بل بعضهن أبدى آبائهن وأزواجهن معارضة لم تثنيهن عما قررن فسر البعض هذه الظاهرة بأنها عودة جماعية للدين وهو تفسير لاينطبق علي أكثرهن ، فاكثرهن لم يكن بعيدات عن الدين حتى يحتجن الي العودة اليه وانما كن قبل الحجاب وبعده عابدات تقيات عفيفات حافظات للغيب . أما مادفعهن للحجاب فهو ظهور طائفة من النساء المتهتكات وشباب عابث لم يكن يفرق بينهن وبين المحصنات التقيات فيتحرش بالجميع فلجئن للحجاب حتى يعرفن فلايتعرض لهن أحد. أي لنفس الحكمة التى
نزلت بسببها الاية التى تطلب من المسلمات أن يدنين عليهن من جلابيبهن.
وفي هذه المناسبة أيضا يجب التنوية بنسوة مصريات كن يعملن في مجال التمثيل ويكشفن عن اجسادهن فيه فساق الله اليهن من عباده من كان سببا في اقلاعهن عن التعرى أو هجرتهن للمهنة وهؤلاء أيضا التزمن الحجاب كتثبيت واعلان عن موقفهن الجديد. هؤلاء النسوة كان المتزمتون المتحجرة قلوبهم يعتبرون النظر اليهن أو ذكرهن أو الدنو منهن خظيئة وأنهن من أتباع الشيطان وفتنة ابتلي بها المؤمنين ومحال أن يهتدين ونسوا أن الله يهدى من يشاء وأنه أرسل المرسلين لذلك وأن ماشاء الله كان.
تزين عير المتزوجة:
ثمة حديث منسوب لرسول الله يقول فيه : لوكان أسامة فتاة لزينتها حتى أنفقها (أي أزوجها) يمكن أن يكون التزيين هناهو مدح الفتاة واطراء محاسنها، ولكنه يمكن أن يشمل تكحيلها وخضاب شعرها والباسها ملابس جذابة وحلي من أساور وأقراط وغير ذلك .وسنلاحظ هنا استخدام لفظ "أنفقها" والرسول لاينفق حهدا أو وقتا أو مالا الا في سبيل الله وماينفق في سبيل الله هو عبادة ومن الاحسان. فتزيين الاب لابنته لكي يزوجها فيه احسان لها. وان تزوجت كان الاحسان مضاعفا حيث يكون بالاضافة الي الاحسان لها احسان لزوجها أيضا. وانفاق الشىء أيضا خروجه من اليد ولايسعي الانسان لخروج الشىء من يده الا حبا في الله وايثاره رضى الله علي نفسه وما تميل اليه. لذا فان الفتاة التى ترجو أن يرزقها الله بزوج يعد تزينها من قبيل اعمال الاسباب ولاحرج عليها ان ابدت بعض زينتها دون تبرج او ابتذال أو خروج علي العرف السائد الذى لايعد في نظر المجتمع منكرا . فا ن تزوجت التزمت بألا تبدى زينتها لغير زوجها.

الكشف داخل المنازل:
منزل المرء كمايقول مثل انجليزى هو حصنه أو قلعته ولذا لايجب أن تفرض عليه قيود فيه أو أن تنتك حرماته. وفي الاوقات التي عادة ما يخلد فيها الزوج أو الزوجة الي الراحة أو النوم يحق لهما أن يتخففا من ملابسهما ولايجب أن يسمح لأحد أن يقترب من خلوتهما أو يراهما في عريهما الا من لاحرج منه بعد أن يستأذن ويؤذن له. وقد تعرضت لك أيضا سورة النور بتفصيل فى عدة آيات متتالية ابتداء من الاية 58 وجاء فيها : " ياأيها الذين أمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولاعليهم جناح بعدهن . طوافون عليكم بعضكم علي بعض .كذلك يبين الله لكم الايات .والله عليم حكيم. * واذا بلع الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم .كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم حكيم.* والقواعد من النساء اللآتي لايرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم.* "
ابداء الزينة للزوج:
ابداء الزينة هو الكشف عنها وقد حرم كتاب الله علي المرأة المتزوجة أن تبدى زينتها لغير بعلها. ولم تقل الاية زوجها فقد لايكون الزواج لم يتم اشهاره بعد أو لم يقم الزوج بسداد المهر ، وفي كلتى الحالتين لايجوز لها أن تبدى ماخفي من زينتها للزوج مالم تكتمل شروط صحة الزواج ويدخل بها ويصير بذلك بعلها. فلفظ البعل يحمل دلالة شبقية ، ولايحل للزوجين ممارسة الفعل الشبقي مالم تكتمل شروط صحة الزواج. ويمكن أن يفهم من ذلك أنه لايحق للمرأة أن تمكن زوحها منها بمجرد العقد مالم يتم اشهار الزواج ويعلم القاصى والداني من أهل الحي أو القرية علي الاقل.ويأتي بعد بعلها محارمها من الأصول والفروغ المحرم عليها الزواج منهم تحريما أبديا . والكشف هنا لايعني التعرى وانما التخفف من الثياب داخل دارها وهي تتنقل فيه بين أهلها مع الاحتفاظ بالملابس التي يقتضيها الحياء والحشمة. فاذا انفردت بزوجها وغلقت الباب عليهما فلاحرج عليها إن تجردت من كل ملابسها أو من بعضها وفق رغبتها ومقتصيات الحال.
الزوحة الزكية لاتطرح كل ملابسها عنهادفعة واحدة إن خلت بزوجها، مالم يطلب هو ذلك منها أو يجردها هو من ملابسها بنفسه. وانما تلجأ للعبة الكشف والغطاء والكشف عن مفاتنها بالتدريج لاثارة زوجها وابقاء الرغبة فيه متقدة لاتفتر . ولذا تختار من الثياب مايحقق لها ذلك خاصة في الأوقات الى اعتادا علي ممارسة الشبق فيها.
اذا كان ديننا الحنيف يتسم بالعدل والاعتدال فانه من العدل الا تخفي عن بعلها زينتها ومن الاعتدال أيضا الايكون الكشف كاملا ولا العطاء كاملا.فاذا كان الكشف كاملا وتبقي فيه وقتا طويلا فقدت زينتها مفعولها بحكم الاعتياد عليها . وان كان الغطاء كاملا فقدت زينتها المغيبة بالغطاء تأثيرها ومفعولها ولم يعد لها جدوى طالما هي غير مستعملة فيما جعلها الله لها وان احتفظت بقيمتها الجمالية وان في الخفاء مخبأة .
تناوب الكشف والغطاء مثل حالة الثوب المشفوق مت الجانبين وتدرج الكشف علي النحو المعروف بالسربتيز الذى يتم فيه التجرد من الملابس قطعة فطعة وعلي التراخي . وكذلك تناوب الكشف والغطاء بلبس ملابس للتوم بعد التجرد الكامل من ملابس البيت هو أيضا يدخل ضمن لعبة الكشف والغطاء عندما يتم ذلك من قبل الزوحة وزوجها ينتظر اليها ومن قبل الزوج أيضا وزوجته تنظر اليه فجسد الزوج العارى يثير أيضا زوجته ليس بسبب تكوينة فقط وانما لأنه أيضا يرتبط في ذهنا ومخيلتها بممارسة الشبق.ولذا فمن الافضل الايتحرك الزوج في بيته عاريا أو شبه عارى حتي لاتتعود زوجته علي رؤية حسده عاريا فلاتثير فيها رؤيته أي شىء بمرور الوقت.
العرى الكامل فد يكون مرغوبا فيه أثناء الوصال الشبقي ولوأن بعض الأزواج لايرغبان في أن يكون كاملا وخاصة في بداية العلاقة الزوجية والتي يكون الحياء مازال غالبا علي الزوجة أو علي الزوجين معا.وقد يتوافقان علي الابقاء من الملابس مالايعيق وصالهما الشبقي والتخلص من الباقي. ولكن قبل مباشرة الشبقي من الافضل الاحتفاظ ببعض الملابس التي لاتحقق كشفا كاملا ولاغطاءا كاملا ثم التجرد منها عند بدء الوصال. أما بعد الوصال الشبقي فمن الافضل التدثر بغطاء يلف الزوجين معا بحيث يتلامس تحته جسداهما وفي نفس الوقت يغطي مايتدثران به جسديهما في ذات الوقت.
لعبة الغطاء والكشف هذه ، والتي قد يكون الغطاء فيها نصف غطاء والكشف نصف كشف، يجب الاتمارسها الزوجة الا في حضور زوجها وعندما يجمعهما مكان مغلق عليهمالايراهما فيه أحد. وبالتالي لايجب أن تمارسها في وجود محارم لها مما يحق لها أن تبدى زينتها في حضورهم.
لعبة الكشف والعطاء قد يكون مكانها المعتاد أو المفضل هو غرفة النوم ولكن ذلك لايعنى أن مكانها هو غرفة النوم فقط أو أن لها وقتا محددا وانما يجب الا تتقيد بمكان أو زمان محدد. فاذا كان الزوجان يعيشان وحدهما في دار متعددة الغرف قان اللعبة يمكن أن تتخذ أشكالا مختلفة وأن تمارس في جميع غرف المنزل والا ترتبط بمواعيد النوم المعتادة . لأن هذه اللعبة تعبر ممارستها عن حيوية متجددة في الحياة الزوجية.الاأن التحرك أيضا بملابس شبه عارية – خاصة في موسم الصيف- يجب أن يراعي فيه الايراه الجيران من خلال النوافذ المتقابلة في الاحياء السكنية وذلك بارخاء ستائر علي النوافذ تحجب الرؤية من الخارج.
والكشف ليس بالضرورة تعرية لاجزاء في الجسد وانما قد يكون كشف غطاء لغطاء آخر من تحته. شبيه بذلك الملابس النسائية المغربية المخصصة للحفلات والسهرات. والتي يكون فيها ثوب يعرف بالفوقية يليه ثوي يعرف بالتحتية يليه سروال مطرزثم الملابس الداخلية العادية. وقد يكشف الثوب عن نوب أخر مزين تحته متجانس أو متعارض معه في اللون.وقد تكون الفوقية من الجبير أو الدانتيل الذي يظهر ماتحته والتحتية من الستان اللامع

الا ما ظهر منها :
يمكن فهم المقصود بعبارة " الاماظهر منها" الواردة في الاية الكريمة بأنه ماظهر منها حسب الاعراف السائدة ولاينكره المجتمع بالنسبة لملابس المرأة أو مايعد من زينتها ولايتسبب عن كشفه حرج .والذي لايكون فيه شذوذا أو مبالغة تجعله متناقضا مع القاعدة الاساس التي هي الا تظهر زينتها لغير زوجها.ولايعد مقبولا ضمن الاستثناء مايكون منقولا من عادات شعوب أخرى من قبيل تقليد المغلوب للعالب بدعوى مسايرة المدنية الغربية وصرعاتها(الموده) . واذا كانت التقاليد المحلية فيها توسع في اظهار زينة المرأة للغرباء وجب ترشيدها وتعديلها وعدم التعلل بأنها ميراث الاباء وفي ذات الوقت لايجب التشدد في هذا التعديل بما يتسبب عنه حرج أو ضيق لمن سيعملن به. وكذلك أن يكون أيضا الاتجاه الي تعديل الملابس بما يتفق مع مايطلب الشرع تغطيته عاما حتي لاتبدوا من يأخذن به . بمثابة حالات شاذة ملفتة للنظرأي أن اللباس في هذه الحالة يجب أن يعكس وحدة الامة وما أجمعت عليه فضليات نسائها بدافع من التقوى وطاعة الله.
ان كل ماله قيمة استعمالية يجب أن يكون له قيمة جمالية أيضا مع تحقيق نوع من التوازن بين القيمتين بحيث لاتلغي احداهما الاخرى أو تضعفها.والتوازن لايعنى تساوى القيمتين وانما يخضع للغرض أو القصد من الاستعمال . فاذا كان القصد من الثوب ابداء الزينة للزوج وحجبها عن سواه كان من الطبيعي أن تخصص ملابس للزوج لاتلبس لسواه تظهر الزينة التي تخفيها المرأة عن غيره وأن يكون مايظهز الزينة مزينا أيضا ليزيد علي الجمال جمالا اضافيا وفي هذه الحالة فا ن القيمة الجمالية للثوب ستضغي علي القيمة الاستعمالية المتمثلة في تغطية الجسد فمثل هذا الثوب لايستهدف التغطية ان لم يكن يهتم بالكشف. أما اذا كانت الملابس للظهور بها أمام عامة الناس من مخارم وأجانب وجب أن تطغي القيمة الاستعمالية علي القيمة الجمالية دون اهدار القيمة الجمالية وانما الاحتفاظ بها في حد معقول ومقبولدينا وعرفا.
عندما حرصت النسوة المحجبات في مصر علي أن يكون حجابهن جميلا لم يسلمن من ألسنة السوء التى أطلقها عليهن المتطرفون من المتزمتين في الدين من جانب والمنفلتين من أحكامه والمتربصين بأهله من جانب أخر.بينما اضفاء قيمة جمالية علي الحجاب هو منحي ايجابي حيث يحبب غير المتحجبات فيه ويغرى المترددات بشأنه علي الاقبال عليه.
لم يحدث في تاريخ المجتمعات الاسلامية أن جلست النساء في دورهن لايخرجن منها فى العالم القروى أو البوادي وكان هذا الوضع سائدا أيضا في المدن حتى جائت أزمنه ألزمت النساء بأن لايخرجن من بيوتهن الا للضرورة بعد أن صرن عرضة للخطف من قبل عصابات وتهريبهن بعد تخديرهن لاماكن بعيدة تتحول فيها المسلمة الخرة الي أمة تباع في سوق الرقيق.ثم تم تكريس حجاب نساء المدن الكامل سواء داخل االمنازل أو خلف ملابس تغطيهن تغطية كاملة في البلدان التي خضعت للدولة العثمانية وحكم الاتراك وعرف معهم مفهوم الحريم. استمر هذا الوضع الي بدايات القرن العشرين فخرحت النساء في المدن بداية للتعليم الذى كان شبه محرما عليهم من قبل فيما عذا بنات العائلات الثرية التي كان الاب يحضر لبناته مدرسين في قصره.وبعد التعليم خرجت المرأة أيضافي المدينة للعمل والمشاركة في الانتاج وزيادة دخل الاسرة. بينما كانت المرأة القروية مشاركة دائما في انتاج الاسرة داخل وخارج دارها.
لقد أضحي خروج المرأة للعمل ظاهرة عامة لايمكن تجاهلها ، ووضعا مستجدا وجب التعامل معه بفكر جديد غير الذين كان سائدا في القرون ا لخمس أو الست السابقة علي القرن العشرين والتي ألزمت فيها المرأة أن تقر في بيتها بالمدينة، والتى عمل الفقهاء فيها علي اضفاء المشروعية الدينية على ماساد من أوضاع خلال تلك الازمنة ومن أقوال وأراء تحقر من شأن المرأة وتحط من أدميتها وتنزع الثقة منها وتعتبرها مصدر فتنة وشر . ولايمكن أيضا أن نتجاهل متطلبات الأنا عند الرجل والمرأة سواء بسواء ورغبتهما في الاحساس بالذات أو تأكيدها.وتحتل الملابس جزءا هاما من الاحساس بالأنا أى الاحساس بقيمة الذات وبتميزها وهذا أمر لايمكن انكاره.والأنا المعتدلة ظاهرة فطرية وايجابية بخلاف الأنا المتضخمة التي تعتبر حالة مرضية.
أن الملابس سواء كانت مخصصة للظهور أمام الزوج والتي يطغي فيها الكشف علي الغطاء أو كانت مخصصة للعموم ويغلب فيها العطاء علي الكشف.يجب أن تحقق متطلبات الأنا المعتدلة..واذا كان الرجل يحرص علي أن يكون انيقا وأن تطهر نعمة الله عليه قان المرأة لاتختلف عنه في هذا الشأن ، بل هي أكثر منه رغبة في ذلك وهو ماأخذه الاسلام في اعتباره عندما حعل من حقها التزين بالذهب ولبس الحرير وحرم ذلك علي الرجال. وتحريم هذا الحق علي المرأة هو مناف للفطرة ويعد نوعا من التسلط والقهر واهدار لمقتضي العدل ولحقهن في أن يكون لهن مثل الذى عليهن بالمعروف.
اذن لايمكن أن نطالب المرأة التى تفي ملابسها بمتطلبات الحجاب من اخقاء الزينة وتغطية جيبها أساسا بألا تكون ملابسها متسمة بالأناقة والجمال. أي المحافظة على التوازن بين متطلبات الدين ومتطلبات الانا.
بعض النساء يخرجن حاليا الي الشارع وعليهن ملابس تغطي أجسامهن بالكامل ومع ذلك يعد العرى الكامل أفضل منها وأقل تاثيرا علي الرجال واثارة لشهواتهم. فتلك الملابس تغطي الجسم شكلا وتعريه وقعا وتكوينا عند ما تلتصق عليه وتكشف كل خطوطه وتفاصيله بما لايقلف عن ما يكشفه العري الكامل.و هي الثياب المصنوعة من الجرسيه أو اللاستيك. وهذا النوع من الثياب وهو يكشف تفاصيل مايغطيه يؤكد أن الشكل قدة يكون خادعا ومراوغا مالم يتم ربطه بالمقاصد التي يعمل من أجل بلوغها النص الشرعي.
وكما شرع الحجاب للتمييز بين المؤمنات وغير المؤمنات ، فان ملابس المرأة المسلمة الملتزمة بكتاب الله وسنة رسوله يجب أن تساعد هذا الزمان علي التفرقة بينها وبين المنفلتات من أحكام الشرع والخارجات عليها حتي اذا ماسعي المؤمن للزواج من مؤمنة صالحة لم يختلط عليهم الأمر من حيث الشكل والذي من بعده يمكن التأكد من مطابقته للجوهر خلال فترة الخطوبة ، فان لم يكن الجوهر مطابقا للشكل وجب علي الخاطب انهاء خطبته والا يوهم نفسه بأنه مادام أعطي كلمة سبقت يجب أن يتمم الزواج وان كان اتمامه خطأ أو أن الامر صار من القضاء والقدر الذي يجب الاستسلام له ، لأن الانسحاب من البداية أفضل من الاستمرار في زواج محكوم عليه بالفشل وسيتسبب عنه قدر كبير من المعاناة للطرفين إن اتماه وقد يكون من ضحاياه أطفال أبرياء أيضا.

اللعبة بين الزوجين:
لعبة الكشف والغطاء التي تمارسها الزوجة عندما تتهيء لمشاركة زوجها الفراش هي لعبة وفن أيضا يحسن بالمرأة أن تتعلمهما وتمارسهما . والزواج كما يقال عنه لعبه جد وجده لعب . فملاعبة الرجل لزوجته لاثارتها قبل الجماع هو لعب يستهدف بلوغ نتيجة جادة.وكذا ممارسة لعبة الكشف والغطاء من قبل أحد الزوجين وخاصة الزوجة لاثارة الطرف الآخر. و سواء كان ذلك في وقت القيلولة أو في المساء . ولوأن الغرض منه في الاساس هو الاثارة الشبقية فانه يحسن الاستمرار في ممارسته حتي لوكانت الزوجة حائضا ومن المستحيل أن يقربها زوجها ، وذلك حتي تأخذ تلك اللعبة وذاك الفن حكم العادة المتكررة يوميا ولاتنقطع. وتكرارها لايفقدها قيمتها أو يجعلها مملة لأن تأثيرها سيكون بمثابة برمجة لعقل ورغبات الزوج الذى سبقها الى الفراش وينتطرها فيه وبحيث تكون تصرفاته بعد ذلك بمثابة رد فعل شرطي لاارادي بمرور الوقت وعادى لديه لايمكنه التخلص منها.
تبدأ اللعبة بأن تنتحي الزوجة جانبا في غرفة النوم لتستبدل ملابسها فيه وتكون مسبقا قد وضعت على مقربة منه الملابس التى ستنام بها الي جانب زوجها فى الفراش والتي قد تتخلص منها أو يجردها منها زوجها عند البدء في ممارسة الشبق. تدير الزوجة ظهرها للزوج وتبدأ بهدوءوبطء شديد خلع ملابسها قطعة اثر أخرى حتى تبدو عارية تماما ولايظهر منها سوى ظهرها .بعدها ترتدى ثوبا للنوم من قطعتين، ثم تلتقط" روبا" طويلا وتستدير لمواجهة زوجها وعلى شفتيها ابتسامة ثم تقوم بربط حزام "الروب" وعندما تصل الي الفراش حيث سيقها اليه زوجها تقوم بفك رباط الروب وخلعه بهدوء والقائه جانبا قبل أن تندس تحت الغطاء الي جانب زوجها.وقد تتجه بالروب الة المرآة وتجلس أمامها وتتعطر وتمشط شعرها وتصلح من زينتها أو تخلع أقراطها وهي ترقب ردود فعل زوجها التى تعكسها صورته في المرآةأمامها وبناء على ردود فعله تتعجل أو تتأخر في البقاء أمام المرآة. ولايكون تصرفها ثابتا وانما يتغير كل مرة حسب تقديرها .فقد تجده مستلقيا على ظهره فتتجه اليه مباشرة وتلقي بنفسها فوقه وجسمها ممتد بطول جسمه ، مقبلة معانقة، قبل أن تعود وتنام الي جانبه أو تدخل تحت الغطاء في صمت وتلتصق به وتتحسس جسده بيده ان كان قد ادار ظهره اليها فان استدار لمواجهتها أدارت له ظهرها بدورها من قبيل الملاعبة والتدلل.فاذا راح يتحسس صدرها ويقبلها وأحست أنها قد لانت أوصالها وتهيأت للوصال عندئذ تستلقي علي ظهرها وتجذبه اليها. فان جردها من سروالها وأخذ مكانه بين ساقيها انثنت نحوه وجردته مما يكون قد تبقى من ملابسه قبل أن تمكنه منها. فإن انتهيا من ممارسة الشبق حرصت علي تغطيةعريهما أو ارتداء الثياب التي كانت قد تجردت منها .
مايمكن أن يتغير في هذه اللعبة المتكررة كل ليلة أيضا هو لون الثياب التي يستعملها الزوجان داخل غرفة النوم أو في الفراش وأنواعها.

مايجب تغطيته مطلقا:
مايحرم شرعا الكشف عنه من أحد الزوجين للأقارب والأصحاب والجيران والأغراب هو مايكون بين الزوجين عندما يجمعهما فراش واحد.فهذا الأمر يجب أن يظل مغيبا لايعرفه سوى الله المطلع علي السر وما أخفى والزوجين. وحتى اذا سؤل أحد الزوجين عن هذا الأمر من قبل والد أو والدته والذى يلتزم شرعا بأن يقول لهما قولا كريما إكتفي بالقول بأن مايحدث بينه وبين زوجه هو مايحدث عادة بين أي زوجين دون أن يقدم أية ايضاحات أو تفاصيل. يستثني من ذلك فقط حالة مااذا كان الزوج مصاب بعجز أو قصور شبقي ففي هذه الحالة وجب على الزوجة اخبار أحد والديها على أن يقتصر التصريح بذلك عليهما وحدهما لكي يريا في هذا الأمر رأيهما . وإن ترتب على ذلك انفصال باتفاق وتراض وجب كتمان هذا السر وعدم اشاعته.
مايجب أيضا تغطيته وعدم الكشف عنه هو علاقات كل من الزوجين قبل الزواج. لايجب أن يسأل الزوج زوجته عن علاقاتها قبل الزواج به ولايجب أن تسأله أيضا عن علاقاته قبل الزواج بها. وإن سأل أحدهما وجب على الآخر أن لايخبره بشيء ويكتفي بالقول بأن حياته بدأت بعد الزواج وأنه نسي ماكان قبل الزواج ولايرغب في تذكره.وأنه اذا كان هذا الأمر يهمه وجب عليه أن يسأل عنه قبل الزواج وليس بعده.أما بعد الزواج فقد قضي الأمر وعليهما النظر الى المستقبل وليس التعلق بالماضي. إن المراوغة في الاجابة عن هذا السؤال أفضل من الإجابة الصريحة عنه حتي لوكان المسؤول من الزوجين لايجد في ماضيه مايشينه أو يسىء اليه أو أنه مارس حقا مشروعا له ليس من حق زوجه أو زوجته سؤاله عنه وأنما يحاسبه علي حاضره معه بعد أن جمعهما الله معا علي كتابه وسنة رسوله. وقد يكون في ماضي الزوجين ماستره الله عليه فلايحق لأي منهما فضحه. أما القول الشائع عن ضرورة المصارحة فإن ضرره أكثر من أي نفع له.
مايجب على الزوجين أيضا الحرص على حفظه وعدم الكشف عنه مايكون أحدهما قد أسر له به ولايجب أن يعرفه سواهما .
إن حفظ كل منهما للغيب بما حفظ الله يشمل ماسبق كله الي جانب حفظ كل منهما لعرضه في غيبة الآخر. فعلى هذا بايع الرجال والنساء رسول الله صالي الله عليه وسلم عن معتمر بن سليمان، عن أبيه قال: وفرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيعة الرجال قال: ثم دعا النساء ورسول الله صلى الله عليه وسلم الصفا وعمر أسفل منه، يبايع النساء لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أبايعكن على أن لا تشركن بالله شيئاً»، وقال ابن حيان: كانت بيعة النساء في ثاني يوم الفتح على جبل الصفاء، بعد ما فرغ من بيعة الرجال، وهو على الصفا وعمر أسفل منه يبايعهن بأمره ويبلغهن عنه، قال الخضيري: هذا، ولما تمت بيعة الرجال بايعه النساء عدم الإشراك بالله،عدم السرقة،عدم قتل الأولاد، عدم الاتيان ببهتان، عدم المعصية في المعروف أي في كل أمر هو طاعة لله وإحسان إلى الناس ..وقد ورد نص بيعة النساء في كتاب الله على النحو الاتي: {يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئاً ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن إنَّ الله غفور رحيم، نزلت يوم فتح مكة، وبايع النبي صلى الله عليه وسلم بها النساء على الصفا بعد ما فرغ من بيعة الرجال على الإسلام والجهاد. وكان عمر بن الخطاب يبلغه عنهن وهو واقف أسفل منه. وهذه البيعات تلزمنا بنفس القدر الذى التزم به المسلمون الاوائل.
وحفظ العرض لايقتصر علي عدم اقتراف الزنا وانما يدخل ضمنه عدم السماح لغير المحارم بدخول بيت الزوجية في غياب الزوج .والمقصود الذكور بالنسبة للزوجة والاناث بالنسبة للزوج.ويشمل الحظر شقيق الزوج وزوج الأخت بالنسبة للزوجة مالم يكن مع شقيق الزوج زوجته أو أحد والديه وزوج الاخت زوجته. وكذلك أخت الزوجة وزوجة الاخ بالنسبة للزوج. وقد حرم ذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال محذرا منه : الظئر الموت . أي أن استقبال أحد الزوجين ظئره في بيته في غياب زوجه وانفراده به هو الموت بعينه أو نظير للموت لأنه فد يترتب عليه الشك القاتل الذى يقطع الارحام ويفسد الحياة العائلية ويخرب أكثر من حياة زوجية.لا يجب لأحد الزوجين التذرع بوجوب الثقة فيه فالحرص على الثقة يقتضى عدم اتيان ماقد يتسبب في زعزعتها أو فقدانها ويتطلب النأى عن الشبهات. اذا جاء شقيق الزوج ومعه والده أو والدته أو أخته أو زوجته الي بيت أخيه في غيابه يمكن في هذه الحالة أن تسمح له زوجته بالدخول فالسماح هنا لمن معه وليس له تحديدا. ويجب عليه أيضا إن لم يجد أخاه أن يمتنع عن دخول البيت وحده ويستوى في ذلك عما اذا كانت زوجة أخيه ابنة عمه أو عمته أوخالته أو من عائلة أخرى.وبالتالي يشمل الحظر من هم أوهن ابعد قرابة ممن ذكر.
لايجب لأحد الزوجين أيضا أن يحاول معرفة مالايريد زوجه الكشف عنه ويتعلق بذمته المالية. فالاسلام أقر بأن لكل من الزوجين ذمة مالية مستقلة وله أيضا حرية التصرف في ماله. وقد يكون للزوجة نشاط تجاري أو لها أملاك موروثة أو مكتسبة تديرها بنفسها أو لها حسابات بنكية وأوراق ومستندات تخص ذلك فلايحق للزوج أن يفتش فيها سواء في حضورها أو غيابها ليطلع علي محتوياتها بدون اذنها ورغبتها . صحيح أن زواجهما يجعلهما يشكلان كيانا واحدا ولكن ذلك لايعنى أن مال كل منهما صار بالزواج مشاعا بينهما الابماسمح به صاحب المال عن طواعية أو التزاما بحق أو واجب شرعي.ونفس الشيء لايحق للزوجة أن تفتش في أوراق زوجها أو أن تفتح رسالة واردة من البنك أو من غيره باسم زوجها.
خارج نطاق الذمة المالية ، لاتوجد خصوصيا لآحد الزوجين , ولكن لايجد أن يصدر من أحدهما مايخل بالاحترام المتبادل بينهما والثقة المتبادلة والواجب احترامها أيضا.
لقد تصادف وجودى في أحد المقاهي بالرباط وكان يجلس حول المنضدة المجاورة شاب غاضب وأمامه فتاة جميلة في مقتبل العمر تسيل الدموع من مقلتي عينيها على خديها الموردين , وبينهما جلست سيدة أكبر منهما سنا قد تكون أخته أو أختها ، كان صوت الفتاة الباكية خافتا لايكاد يسمع أما صوت الشاب فكان مسموعا. وقد تبين من كلامه أن الفتاة زوجته وأنهما حديثا العهد بالزواج وقد عمد بوقاحة متناهية الي فتح حقيبتها وافراغ مافيها وتفتيش جيوبها وراح يفتش أيضا فى هاتفها عن ماسجلته من ارقام فيه ولما اعترضت ثار عليها فغادرت البيت الى بيت أهلها. لم يجد الشاب في حقيبتها أو في هاتفها مايمكن له أن يؤاخذها عليه . وقد جائت بها السيدة لتصالحها عليه.لم يعتذر الشاب لزوجته أو يعتذر لها عما بدر منه في حقها وإنما راح يدافع بصفاقة عن تصرفه معللا له بأنه كان يمارس حقه ليس كزوج وانما باعتباره هو الذى اشترى لها الحقيبة والهاتف وانها هي وحقيبتها وهاتفها ملك له ومن حقه أن يتصرف في ملكه كماشاء. كانت الفتاة غير مقتنعة بمايقوله والسيدة الوسيطة تغمز لها أن تصمت حتى نتجح وساطتها بينما الشاب يواصل التمادى في أهانتها واذلالها ولايرحم دموعاها وانكسارها وهي معه في مكان عام.
بالتأكيد ليس من حق أى من الزوجين أن يخفي على شريك حياته أمرا ولكن أيضا ليس من حق أحدهما أن يحاول كشف مايتوهم أن الأخر يخفيه عنه وإظهار شكه فيه بدون مبرر ففي ذلك اخلال بالاحترام المتبادل الواجب أن يظلل حياتهما الزوجية ولايجد أيضا علي أحدهما أن يمن على الاخر بما اشتراه له وصار ملكا خاصا له.
مايلزم كشفه مطلقا :
ثمة مثل مصرى يقول : " الحجر الخفي يكسر سلاح المحراث" وأكثر ماينطبق عليه هذا المثل هو الحياة الزوجية ـاذ هناك أمور لايجب علي أجد الزوجين أن يفعلها في الحفاء بدون علم شريك حياته وانما أن تكون مكشوفة له وفي النور طول الوقت.منها التواصل عبر الماسينجر أو الشات في شبكة الانترنيت مع أغراب . دوافع وأسباب الاقبال علي الشات فيها ماهو ايجابي وفيها ماهو سلبي . مما هو ايجابي السعي لتبادل المعارف والخبرات وأيضا الحاجة الي تحقيق الراحة النفسية والمحافظة على الصحة النفسية لمن تكون دوافعه نفسيه حتى ولم يكن واعيا بها. ومنها بحث الفتاة الغير متزوجة عن زوج مناسب لها وهو يمثل رغبة مشروعة وإن وجب عليها الالتزام بالحذر وعدم الاندفاع في علاقات قد لاتكون في صالحها.وهناك طائفة واسعة من ممارسات الشات الضارة بأصحابها ومن ذلك أن يدمن عليه المراهقون والمراهقات فيهملون دروسهم ويفشلون فى دراساتهم. وقد تتشابكك الرغبة في الحصول علي المعرفة وتبادل الخبرات مع دواقع نفسية واضح’ أو خفية.
من ذلك مثلا تتواصل زوجتي مع عجوز نرويجي ميسور الحال يبلغ من العمر 85 عاما ومهتم بالروحانيات وتدخل معه في جدل بالانجليزية حولها. ولوأنه يساورني شك في أنها ربما تطمع في أن يتذكرها عندما يكتب وصيته فترث شيئا من ثروته وتغتني وتعايرني بصداقتي للفقر التي توثقت به منذ تعرفت عليه قبل سنوات وارتاح الي وقنعت به.
بدورى ربطت اتصالا بفتاتين تقيمان في مدينة الاسكندرية المصرية واحدة منهما متزوجة. وأشعر بالفرحة وتغمرني السعادة كلما اتصلت بي احداهن وخاطبتنى بكلمة : "بابا فوزي". في المغرب هنا لايعلمون أولادهم احترام كبار السن . أبلغ من العمر سبعين عاما ولايتردد طقل في العاشرة أو شاب لم يبلغ الثلاثين من عمره أن ينادينى باسمي مجردا بلا: ياعم أو ياخال أو ياأبي أو ياحاج أو ياأستاذ. المثقفون الكبار في السن فقط الذين يسبق خطابهم لي عادة كلمة :استاذ. فتاة مغربية واحدةحصلت علي الدكتوراه في العلوم السياسية مؤخرا أحببتها حبي لابنتي لسبب واحد ربما ، هو مناداتها لي بياعم أو علي وجه الدقة بأونكل فوزي. وهي نفس المحبة التى أحملها للفتاتين في الاسكندرية اللتين أعتبرهما كأنهما بناتي من صلبي وأعز.
مأأريد توصيله لكل من يقرأ هذه الكلمات من الشبان والشابات هو أنه لايجب للشاب المتزوج أن يربط اتصالا بامرأة حتي لوكانت عجوزا وتقيم في اخر الدنيا دون علم زوجته ، ولا الشابة المتزوجة أن تربط اتصالا برجل ولوكان عجوزا ويقيم في أخر الدنيا دون علم زوجها. بل ويجب كل منهما أن يطلع الاخر علي مضمون هذه الاتصالات وأن يمارسها في وجوده وتحت عينه ماأمكن.
هذا العمل على المكشوف هو الذي يمكنه المحافظى علي العلاقة الزوجية ويحميها من أي هزات تصيب استقرارها. على الزوجين معا أن يتذكرا دائما المثل المصري الذى سبق ذكره وهو :" الحجر الخفي يكسر سلاح المحراث" حتى يحافظان على سلاح المحراث في حياتهما الزوجية فلا يتحطم.
فوزي منصور
fawzym2@gmail.com

No comments: