Friday, December 25, 2020

ما الذي يمكن أن تسفر عنه الحرب الليبية إن أشتعلت؟

ما الذي يمكن أن تسفر عنه الحرب في ليبيا إن اشتعلت؟

من المحتمل جدا الآن أن تشتعل الحرب في ليبا مجددا في الأيام المقبلة وربما مع رأس السنة الميلادية، ويعزز هذا الاحتمال ما نشر مؤخرا عن وجود حشود عسكرية تابعة لخليفة حفتر في الشرق وأخرى تابعة لحكومة السراج في غرب ليبيا على خطوط التماس بينهما كما خطب حفتر قائلا بأن القتال لن يتوقف قبل أن يتم تحرير ليبيا من قوات الاحتلال ويقصد بها القوات التركية التي مدد البرلمان التركي مدة بقائها في ليبيا، ورد عليه السراج في الغرب بأن طرابلس لن تتخلى عن سرت والجفرة والتي سبق أن أعلنت إحدى دول الجوار بأنها خط أحمر وما نسب للسراج اليوم يعني أنه مصمم على اختراق الخط الأحمر ذاك. ترامب أعلن أن الولايات المتحدة تدعم حكومة السراج ، ولو أنه لايتوقع أن تورط قواتها في ليبيا. المحادثات الماروتينية التي عقدت بين الأطراف الليبية في أماكن متعددة وتحت إشراف الأمم المتحدة تعثرت ولم تحقق النتائج المرجوة منها مما يعني أنها فشلت خلال المدة الطويلة التي استغرقتها وهو ما يعني اضطرار الطرفين إلى العودة إلى القتال وعدم الالتزام بوقف إطلاق النار المطلوب أمميا. ظهور سيف الإسلام القذافي في سرت قبل أيام والإعلان عن أنه قام بمصالحة قبيلتين متنازعتين فيها وقد يفهم بأن تلك المصالحة تعني أنه دفع ديات القتلى من الجانبين ولكن الأهم من ذلك بأن هناك الآن دولة أو دول تساند عودته إلى حكم ليبيا والذي يحلم به خليفة حفتر، بينما ربما توجد دول أخرى تريد أن يحكم ليبيا حفتر ولو لفترة مؤقتة يتم تعيين سيف الإسلام القذافي على رأس الدولة لكي يكون الجيش التابع له قد انتصر على الثورة الليبية التي أطاحت من قبل بمعمر القذافي وعادت الأمور إلى ما كانت عليه قبل قيام الثورة منذ تسع سنوات لم تستقر فيها الأحوال في ليبيا.

كل ما سبق ذكره قد يكون غير ذي أهمية بالنسبة لنا ولكن الخوف هو أن تتورط دول عربية في الحرب الليبية إن اشتعلت لدعم خليفة حفتر في الشرق ولو بسبب خلافاتها مع الرئيس التركي الذي يدعم حكومة طرابلس المعترف بها دوليا وأن يكون منها دولة بينها وبين إسرائيل اتفاقيات دفاعية فتتدخل إسرائيل في الحرب الليبية على أساس أن الخسائر في الأنفس ستكون عربية ومسلمة وأيضا لتفادي الدخول في حرب مع إيران باعتبارها مشغولة في حربها بليبيا التي ستبررها بأنها تحارب الإرهاب فيها. وليس مستبعدا أن تتجخل دولة عربية لدعم طرابلس عسكريا فتتحول الحرب من حرب أهلية محلية إلى حرب عربية عربية تشارك فيها إسرائيل.

السؤال المطروح هنا وليس لدي أي إجابة عليه لأنه من أمور الغيب ولست من الخبراء في مثل هذه الحالات هو: ماذا سينتهي الحال بالدول المشاركة في تلك الحرب لو تحقق عمليا السيناريو السابق بعد انتهاء الحرب والتي قد تطول مدتها مثل ما طال أمد حرب اليمن الحالية ولايتوقع لها نهاية قريبة؟

وفي حالة حدوث السيناريو السابق فلايتوقع أن تتدخل الدول الأوروبية المهتمة حاليا بليبيا أو لها مصالح هامة فيها تتعلق ببترولها، وهنا يمكن التساؤل حول ما قد ينتهي أمر ليبيا نفسها خلال أو بعد انتهاء تلك الحرب؟

هذه الأسئلة التي لاأملك أجابة عليها هي ما تستحق أن تكون سببا للقلق والانزعاج وتوقع السيئ قبل أي شيئ آخر.

فوزي منصور

26 ديسمبر 2020