Tuesday, July 24, 2007

الحياة الزوجية الطيبة

الأسرة والحياة الزوجية:

الحياة الزوجيةالطيبة





تقاسم الحياة المشتركة :
الحياة الزوجية يمكن أن تكون مشبعة بالمتعة دون أن تفتصر المتعة فيها علي العلاقة الشبقية التي تستغرق سوى دقائق كل يوم أو ليلة أو بضعةأيام رغم أهميتها الكبيرة والمحورية ، وانما المتعة في الحياة الزوجية يمكن أن تتخذ صورا كثيرة لاعد ولاحصر لها مما أحله الله ويسره.

لله لم يخلق آدم وحواء لكي يكونا مثل ثور وبقرة معلقان في ساقية طوال النهارفما أن يبلغا مشارف الليل حتي يسقطان متهالكين من العناء والشقاء مثل الجثث الهامدة.
ولم يخلقهما أيضا لكي يلقي الرجل بعجزه علي أرصفة المقاهي طوال النهار وشطر من الليل بينما تدور المرأة علي بيوت جيرانها معمرة مجالس الغيبة والنميمة والثرثرة التافهة سابحة في مستنقعات الافك والتفاهات.




لقد خلق الله الذكر والأنثي لكي يعيشا معا حياة مشتركة يتقاسمان فيه أعمالا وأنشطة يبذل فيها حهدا أقل مقابل منفعة كبيرة متحققة لهما ومتعة أيضا ولاتحرمهما من باقي متع الحياة وزينتها التي أحلها الله لعباده خالصة للمؤمنين والمؤمنات منهم أي لايشوبها سوء أو سوء أو أذي . وجعل كل منهما للاخر سكناوفراشا وحرثا في ظل ماأنعم عليهما به من تواد وتراحم. ومعنى المساكنة أن تهدأ نفس كل منهما وتهنأ بقرب الاخر منه وهو يعاشره بالمعروف أي بما يرضيه ويسعده . وتفقد هذه المساكنة جل معانيها وفوائدها اذا كان كل منهما مكدودا وعن زوجه مشغولاأو همته نفسه وأنسته انسانيته . وفي غياب المساكنة الحقة تذبل المودة وتقسو القلوب ، وتضيع الرحمة , ويحدث الشقاق فيتلاشى معه المعروف وتنتهي العلاقة الزوجية الي مصير تعس محتوم.

التساكن والتشارك:
لذا فان التوحد بين الزوجين الذي يخرج التساكن من مشكاته، ويجعل كل من الزوجين لباس للاخر هو أساس العلاقة الزوجية وهو الذي يجعلها متينة وصامدة في مواجهة المحن والمصاعب وهو أيضا مصدر صلاحها وانفراط عقده يفتح كل أبواب الشر ووثافة عقده هي مصدر الخير والامن والسلام في الحياة الزوجية والذي يفيض عنها ليشمل الحياة الاجتماعية كلها لذا ورد عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قوله :" خيركم ...خيركم لأهله" .وأن تروى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها سابقت الرسول في الجرى فسبقته وعندما زاد وزنها سابقته فسبقها وقال لها :"هذه بتلك" . وأن زوجاته كن يقتحمن عليه خلوته أثناء اعتكافه بالمسجد للعبادة فيسامرنه ساعة ويقطعن عليه عبادته ويقمن فيقوم معهن يوصلهن ، أو أن يقول لجابر مازحا معه : هلا بكرا تلاعبك وتلاعبها ، ولاتجتمع الجدية والملاعبة في وقت واحد الا في الحياة الزوجية الطيبة.
ولاتتحقق المتعة والراحة النفسية في الحياة الزوجية الطيبة بغير المجالسة والمؤانسة والمضاحكة والملاعبة وأضفاء أجواء من الجمال والمرح والشاعرية علي البيت وكذلك بالصحبة والمشاركة والتواصل في العيش والطعام والفراش .وأن يتجمل كل منهما للآخر ويبدى له زينته ، ويقول له ويفعل معه مايسعده ويجعله هانئا راضيا بما في ذلك الاستعانة بالغناء والموسيقى والرقص وبث العطور واطلاق البخور ذى الرائحة الزكية وكل مايحقق لهما البهجة والفرح ويزيد من تمتعهما بحياتهما الزوجية المشتركة.
أهمية الجمال والفطرة:


والذين يدعون أن الموسيقى والغناء والرقص والتمثيل والتصوير وغيرها من الفنون الاستعراضية أو الجميلة من عمل الشيطان لاأراهم ينطقون الابلسان الشيطان نفسه الذي لايريد أن يرى الانسان مبتهجا وراضيا عن حياته لكي يجد طريقه ميسرا اليه.
إن تجريد الحياة الزوجية من بهائها وجمالها ومتعتها أو تجميد أو تحييد أوتحديدأو تقييد التواصل بداخلها ، والتضييق عليها ، والتجهم فيها بدعوى الأدب والوقار والاحتشام والتقوى ، ماهو الا تنطع وجهالة وافساد وتخريب لها، وماينطبق على الأسرة ينطبق أيضا على المجتمع الذي يفترض فيه أن يكون بمثابة أسرة كبيرة في كل مالايعد من خصوصيات الحياة الزوجية في الأسرة وايضا بشرط هو عدم المبالغة والإفراط الى حد الابتذال أو الانسياق التام الى اللهو والعبث والاباحية أو السعي لنشر قيم وعادات فاسدة في صفوف الشباب ، وأن تتم جميع التصرفات في حدود ماتقتضيه القيم الجمالية والأخلاقية معا بدون جمود أو تزمت وانما في حدود الاعتدال الذي يطبع العقيدة الاسلامية وتتسم به , وفي حدود معايير جديدة للآدب والاحترام غير مبالغ فيها . فمايريد الله أن يجعل لنا في الدين من حرج ولكن يريد أن يطهرنا ويتم علينا نعمته لعلنا نكون من الشاكرين.
أننا مثل باقي شعوب القارة الأفريقية التي ننتمي اليها ، قد حبانا الله بطبيعة ساحرة زاخرة بصنوف الفتنة والجمال ، وجنات أرضية تجرى من تحتها الأنهار، ولاعجب إن تأثرنا مثل أبائنا
وأجدادنا بالطبيعة وتعلمنا منها ، وتوافقنا معها ، واندمجنا فيها. وأصبحت نفوسنا تواقة للجمال في كافة تجلياته ومغرمة بماتدركه حواسنا من بصر وسمع ووجدان ، ومشوقة ومتجاوبة مع أشجي وأعذب الألحان . لقد كانت شعوبنا الأفريقية أول من استعمل الطبول والابواق والقيثارة والناى والمزماروالدف. ومازالت شعوبنا السوداء حتى اليوم تتراقص علي أنغامها . ومن بلادنا خرجت تراتيل الصلوات في المعابد والكنائس بأنغامها وايقاعاتها الباقية حتى اليوم. إن تجريدنا من أصالتنا وانتزاعنا من تأثيرات البيئة الطبيعية لدينا ، ومسخ شخصيتنا بتبني قيم وعادات البادية العربية باسم الاسلام والاسلام منها براء ، هو افساد لحياتنا وقطع لروابط بامكانها أن تجمعنا من جديد بأخوتنا من الأفارقة جنوب الصحراء الذي بات جليا أنه لامستقبل لنا ولهم وللاسلام مالم نتحد معا.
لهذا وجب علينا مراجعة كافة مفاهيمنا والموروثات في ثقافتنا خاصة الدينية منها التى صاغها بشر من السلف وتقاليدنا وعادتنا تليدها ومحدثاتها ، سواء التي تسربت لنا من أعراب البداوة مثل بني هلال وبني سليم وغيرهم أو من لدن الأتراك العثمانيين أو من قبل المستعمرين الفرنسييين.فإن أصالتنا الحقيقية ليست في المحافظة علي ماهو قائم رغم فساده ومجافاته لفطرتنا وانما التخلص منه جملة وإبداله بماهو أزكي وأقوم رشدا.

وعندمانعيد صياغة علاقاتنا الزوجية وفقا للقيم الجديدة التى تفرزها وتبرزها الثورة المعرفية التي نحتاجها لانقاذنا مما نحن فيه ومن أسوء منه ينتظرنا لوظلت أحوالنا على ماهي عليه دون تغيير، هذه الصياغة الجديدة، وأي صياغة لباقي العلاقات الاجتماعية ، يجب أن نستلهم فيها أجمل مافي الطبيعة من حولنا. وسنكتشف عندئذ أننا في ذلك نطبق تعاليم الاسلام حسب جوهرها ومقاصدها ، وحيث أفضل وصف للإنسان أنه دين الفطرة.
ولو أن الزوجين في علاقتهما الشبقية سلك الرجل مع امرأته مسلك ذكر الحمام الذي يظل يداعب أنثاه حول عنقها ورأسها ويدغدغ بمنقاره ولمساته مشاعرها قبل أن تسمح له بالوصل ، ولوأن المرأة اتبعت سبيل اللبؤة ومسلكها مع الأسد في سعيها لإغوائه وإثارته قبل أن تستسلم له وتستجيب له ويواقعها، لوجد كل منهما في النهاية أن مااستوحياه من الطبيعة هو بذاته مايعنيه الرسول من قوله :"تلاعبها وتلاعبك" أو قوله : " فليقدم لنفسه" أن هو ماكان يوصي به الرسول أمته التي تأتم به وليس بسواه لكي يتحقق للأزواج فيها أكبر قدر من المتعة في حياتهم الزوجية.
لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يوصي الرجال بأن يقدموا لأنفسهم عند مباشرتهم زوجاتهم بالملاطفة والملامسة والقبلات ، وماينطبق على الرجال ينطبق علي النساء لقوله تعالى :" ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة " وفي هذه الحالة يكون الرجال مطالبين بأكثر مما هو مطلوب من نسائهم.



العلاقة الزوجية اذا سبقها هوى جامح ومشاعر عاطفية ثائرة حارة، وشوق شديد للوصال الشبقي والارتواء من متعته ، طغت عليها في بدايتها مظاهر العشق المتبادل . هذا العشق قد يمتد أمدا طويلا. ولكنه يظل رهين توفر ظروف خاصة تسمح به وأحيانا لاتتوفر فتهدأ حرارته وتستقر العلاقة عند حد من المودة والمحبة الهادئة الفاقدة لحرارتها وشبقيتها الأولى بسبب تغييرات طارئة فسيولوجية أو سيكلوجية تحدث لأحد الزوجين أو كليهمامعا. وتظل حرارة العلاقة قابلة للتصاعد أو التدني أو الثبات أو متأرجحة بين حد أدنى مقبول أو حد أقصي مأمول، حسب سلوك الزوجين وأحوالهما دون أن يشكل ذلك خطرا علي استقرار حياتهما الزوجية.
لايمنع ذلك بأن على الزوجين أن يبذلا جهدا مشتركا دائما لكي تظل حرارة علاقتهما وحيويتها عند أفضل مستوى ممكن الوصول اليه من خلال ظروفهما المتغيرة. وهذا الجهد لايؤتي أكله مابذل من أحدهما منفردا، لأن طبيعة العلاقة الزوجية المتحدة والتشاركية لاتتقبل الفردانية.

الايثار والأثرة:
إن من متطلبات الوحدة الزوجية أن يتنافس الزوجان في الايثار والبذل والعطاء ويتفانيان فيه لأن ذلك هو الذي يذكي حبهما وينزع الأثرة والشح من نفوسهما عن طريق التسامي بهما . لكن المشكلة أحيانا أن يكون أحدهما قد تحكمت فيه نزعة الأنانية وعوض أن يلجأ الي التسامي بها يقوم باسقاطها على الأخر فيتهم الزوج زوجته بها أو تتهم الزوجة زوجها بها وهو وهي في الواقع يدرآن ويخفيان مايعيبهما ويجب عليهما التخلص منه. وعوض ذلك يتهم الاخر لمافيه ويفسر كل تصرف له بأنه دليل أنانية وايثار للنفس وانغلاق عليها ومهما حاول الآخر التقرب اليه وبذل من عطاء وتودد ظل أسير أوهامه مما يفسد الحياة الزوجية ويزلزل أركانها باستمرار حتي يهدمها في النهاية. هذه الحالة يمكن إدراجها ضمن "البارانويا" التي يسببها في الغالب شعور قديم بالاضطهاد يتحول الى أوهام ثابتة يبحث المصاب بها بشكل متواصل عن عن مبررات تحول أوهامه الي حقائق وإن لم تكن قابلة للآثبات أذ تظل فاقدة أي برهان يتوسل بالمنطق لاكتساب مصداقيته. ولوأنه اذا تم استعمال المنطق انطلاقا من فرضية خاطئة تم التوصل به الى نتيجة خاطئة مقنعة لصاحبه ويحاول اقناع الغير بقناعته ومريض البارانويا لاينقصه الذكاء الذي يستغله في خداع نفسه والغير. ويدخل أيضا ضمن مسببات البارانويا الى جانب الشعور بالاضطهاد عجز المريض بها عن تحقيق طموحات تتجاوز قدراته وامكاناته أو عول على ظروف تمكنه من تحقيقها فلم توفر له تلك الظروف ذلك.خاصة اذا كان ثمة ارتباط بين هذه الطموحات التي لم تتحقق والزواج في مخيلته على نحو ما. والأنانية التي يتوهمها المريض بالبارانويا في شريك حياته قد لاتشكل خطرا على استمرار الحياة الزوجية إن وجدت تفهما من الجانب الأخر وصبرا عليهاواحتمالا لها ولكنها بكل تأكيد سوف تفقد الحياة الزوجية وهجها وحرارتها ومتعها ومسراتها وستمضى باردة وجافة ويعيش فيها الزوجان تحت سقف واحد ولكانهما مجرد جارين أو غريبين يتقاسمان مسكنا. ولو أن مريض البارانويا انصاع لسلطة الدين وتعاليمه وأحكامه كسلطة عليا تحكم علاقته الزوجية بصرف النظر عن أوهامه لآمكنه أن يبرأ من مرضه وأن ينقذ حياته الزوجية مماأصابها ويعيد النضرة الى وجهها.


العدل في التعامل بين الزوجين:
يأمر الله بالعدل في العديد من الايات ويدين الظلم ويقبحه ويحرمه على المؤمنين ويعد العدل بذلك من المقاصد الكلية أو الضرورية وحفظه مثل حفظ الدين والنفس والعقل والمال والنسل ان لم يكن مقدما عليها وهومثلها من الآمانات التي أؤتمن الانسان عليها والأمانة هي أم المقاصد الكلية والضرورية أيضا. يقول الله تعالي: " إن الله يأمر بالعدل والاحسان" ويقول: " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الي أهلها واذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل" .وفي سورة النساء تأتي آية تقرر استحالة العدل بين النساء في حالة التعدد إضافة الي الآية السابقة الذكر ولاحقة بها تقول :" ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلاتميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة . وإن تصلحوا وتتقوا فان الله كان غفورا رحيما. وإن يتفرقا يغن الله كل من سعته . وكان الله واسعا حكيما" (النساء 130) . فتؤكد الاية أن ميل الرجل لامرأة واحدة وتوحده معها غريزة فطرية لايستطيع مقاومتها ، وبالتالي لايستطيع أن يكون عادلا مع نساء أخريات يتزوجهن معها. واذا كان كل هذا الحرص علي العدل بين الزوجات فبالاحري يكون العدل مطلوبا من الزوجة الواحدة. واذ أن النساء عليهن مثل ماعلي الرجال بالمعروف كما ورد أيضا في كتاب الله ، فإن علي الزوجة أن تكون عادلة أيضا في معاملتها لزوجها واذ يأمر الله بالعدل والاحسان معا فان علي كل من الزوجين أن يكون عادلا ومحسنا في معاملته لزوجه. واذ الظلم أسوء عند الله من الطلاق الذي هو أبغض الحلال عند الله فان الآفضل للزوجين إن تعذر عليهما إقامة العدل في علاقتهما الزوجية أن يتفرقا، وإن كانت حاجة أحدهما للآخر ترتبط بالرزق فان الله هو الرزاق وهو المتكفل في هذه الحالة بالمتضرر ويغنيه من سعته سواء لم يتزوج أو أبدله الله بزوج خير ممن ترك.

تفادي مشكلات العلاقة الزوجية:
يقول الدكتورأحمد عبدالله وهو يقدم النصح للزوجين لتفادي المشكلات في العلاقة الزوجية" محددا لها في العناوين التالية :
- سياسة حافة الهاوية: لا يوجد في العلاقات الإنسانية بين البشر بصورة عامة وبين الزوجين بصورة خاصة قرارات نهائية قاطعة تستخدم فيها لغة "لقد رفضت رفضا قطعيا".. أو "لقد طلبت الطلاق إذا لم أستجب لطلبها.. فالوصول بالأمور إلى حافة الهاوية هو وسيلة للتفاوض والضغط بين الدول، أو للتعامل بين الأفراد في القضايا الاقتصادية أو غيرها، ولكن لا تصلح أساسا للعلاقة بين زوجين تقوم حياتهما على التفاهم والحوار في كل أمر من أمور حياتهما.
- "إذا كنت تدركين أن الخلل منك، فشمري عن ساعد الجد لتغيير نفسك، وصدق الله العظيم حيث قال: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
- بداية التغيير: "وقفة مع النفس تحددين فيها وبدقة عيوبك الشخصية، وضعيها في جدول حسب خطورتها وحسب تأثيرها على علاقتكما، ثم ضعي خطة تدريبية للتخلص من كل عيب على حدة، وكافئي نفسك -بما تحبينه من طعام أو حلوى أو غير ذلك- عن كل مرة تنجحين في تجنب السقوط في هذا الخطأ. فإذا سقطت فيه فهذبي نفسك بصدقة أو صيام أو غير ذلك، وعندما تتخلصين من هذا العيب انتقلي إلى العيب الذي يليه في القائمة، وهكذا حتى تتخلصي من كل العيوب التي تهدد حياتك الزوجية".
- اطلب عون شريكك: "حددي كل ما يضايقك من زوجك ويدفعك لهذه التصرفات التي ترفضينها، ثم انتهزي لحظات الصفاء، واعتذري له عن سوء معاملتك السابقة، واطلبي منه الصفح والغفران، وأخبريه أنك تجاهدين نفسك، وتحاولين أن تصلحي من أمرها لأجله ولأجل حبكما ولأجل طفلتكما. أعلميه أنك تحتاجين عونه ومساندته لك وذلك بتجنب ما يثيرك قدر المستطاع، واطلبي منه أن يهدي إليك عيوبك من وجهة نظره حتى تتجنبيها؛ لأنك تحبين رضاه، وتأملين أن تكوني في أبهى صورة في عيني

في علاقات الحب بين الزوجين:
لو أن أحد الأطراف كان دائم الإصرار على رأيه حتما ستفشل الزيجة؛ ولو أن أحدهما أيضا كان دائما متنازلا عن التعبير عن مشاعره وآرائه وأفكاره حتما أيضا ستمرض العلاقة بينهما.. العلاقة الصحية لا تقبل أن يكون بها ضحية ولو باختياره.. الوضع الصحي يحدث إذا تعلمنا كيف نعبر عن مشاعرنا وآرائنا وأفكارنا بلا خوف، وكيف نستمع (بالقلب والعقل) لمشاعر الآخر وأفكاره.. بعد هذه المرحلة من الوضوح يجيء التفاهم بشأن الاختيارات التي ترضينا معا، أو على الأقل التفاهم بشأن التنازل الضروري لهذا الموقف.. لو أننا على ثقة بعدم جور الآخر، ولو أننا أيضا على ثقة بأن المواقف دولة بيننا، مرة أختار أن أعطي ومرة أختار أن آخذ..

هناك ايضا نصائح طريفة وجدتها في الانترنيت عند ما تأملتها وجدتها ذات تأثير مهم في تمتين العلاقات الزوجية وضمان استمرار احتفاظها بحرارتها مثل:

- إن اللفتات البسيطة وكلمات الاهتمام لها تأثير كبير. تبادل القبلات والأحضان عند مغادرة المنزل كل صباح تحدث فرقاً كبيراً. أيضاً كلمة "أنا أحبك" لها نفس التأثير. يمكن كذلك ترك رسالة بجانب الفراش أو إرسال رسالة ظريفة من التليفون المحمول أثناء اليوم. إذا كان زوجك عائداً من السفر، يمكنك تعليق لافتة على باب البيت مكتوب عليها : "مرحباً بك فى بيتك". عندما يبدأ كل منكما فى التفكير، سيجد الكثير من الطرق البسيطة لإظهار اهتمامه بالآخر.
- إاقضيا ولو ساعة واحدة كل مساء بمفردكما، للتحدث، لاستعادة ذكرياتكما الجميلة، أو لعمل شئ تستمتعان به أنتما الاثنان. لو لزم الأمر، اجعلا أطفالكما يذهبون إلى النوم مبكراً بعض الشئ – فسيحصلون بذلك على قسط أكبر من الراحة، وستحصلان أنتما على فرصة لتكونان بمفردكما.
- قوما سوياً من حين لآخر بترتيب أمسية خاصة بكما. اطلبا من شخص تثقان به أن يقوم برعاية أطفالكما بينما تستمتعان بتناول عشاء رومانسى معاً فى مطعم ظريف أو حتى فى البيت. امنحى زوجك اهتمامك الكامل خلال هذا الوقت، فلا يعكر الحالة المزاجية مثل قول: "سأقوم بالاتصال للاطمئنان على الأطفال."
مهما بذلتما من جهد فى النواحى الرومانسية، فمسألة التقارب بينكما لا تقل أهمية. إن العلاقة الحميمة بين الزوجين تساعد على إبقائهما قريبين. قد يكون التفكير فى هذا الموضوع صعباً وأنت تنظرين إلى جورب زوجك الملقى على الأرض (أو سماع زوجتك وهى تشكو من إلقاء جوربك على الأرض).
لكن حاولا أن تتذكرا ما الذى جعل كل منكما يحب الآخر فى البداية، ثم قوما بتلميحات بسيطة وحاولا خلق الجو اللائق. أما كيفية خلق هذا الجو، فهو اختيار شخصى. يمكنك على سبيل المثال ارتداء ملابس معينة، أو وضع بارفان يحبه زوجك، أو إضاءة بعض الشموع.
قد يفكر أى منكما أنه ليس لديه الوقت أو الرغبة أو الطاقة الرومانسية، لكن الجهد الذى ستبذلانه فى حياتكما الزوجية هو استثمار ستجنيان ثماره فيما بعد. إن الرومانسية تجعل "النصف الآخر" يشعر بأنه محبوب وله مكانة خاصة. حتى ولو لم يستجب الطرف الآخر سريعاً وبنفس القوة، فسيستجيب فى النهاية.
بعد سنين من عدم تحلى أحد الأزواج بالرومانسية، قرر أن يحسن أسلوبه مع زوجته، وقضى بضع شهور يحرص على اللفتات والتصرفات التى تظهر اهتمامه بها، ولكن لم تكن ردود أفعال الزوجة مشجعة فى البداية. لكنه استمر فى ذلك حتى بدأت علاقتهما فى التحسن. الآن هما يخصصان ثلاث ليال من كل أسبوع للاستمتاع بالقيام ببعض الأشياء معاً. ستثمر مجهوداتكما فى النهاية، فلا تيأسا سريعاً.
-تجنبي سؤاله عن سبب تأخره فى العمل وعدم اتصاله. يمكنك إثارة هذا الموضوع فى وقت لاحق، ولكن من الأفضل ألا ترهقيه بالأسئلة فور وصوله. بعد عودته إلى المنزل بعد يوم طويل مرهق، سيقدر ترحيبك به وإعطاءه الفرصة للاسترخاء. هذا ينطبق أيضاً على الأزواج المتزوجين من سيدات عاملات. لا تبدأ باستجوابها فور دخولها إلى المنزل.
- تجنبي لتحدث عن المشاكل أول ما تريان بعضكما فى المساء. إذا أصبحت هذه عادة عندكما، فلن يتطلع أى منكما إلى لقاء الآخر أو حتى العودة إلى البيت. مرة أخرى تناقشا فى هذه الأمور فيما بعد.
- تفادى تجاهلك لها عند عودتك من العمل. قراءتك للجرائد، أو فتح التليفزيون، أو الانشغال بالحديث فى التليفون لوقت طويل. قد تكون مرهقاً. لكن ترحيبك بها بلطف وقضاء بضع دقائق لسؤالها عن يومها سيشعرها أنها محبوبة.
-تفادي أيضا توجيهالانتقادات بشكل مبالغ فيه. ابحثا عن طريقة لطيفة للتعبير عن ملاحظتكما. فالمداومة على قول، "كان يجب أن تفعلى – أو تفعل – هذا" أو "لماذا لا تفعلى – أو تفعل – ذلك" يجعل الطرف الآخر فى حالة دفاع وغضب مستمر.
ويضاف الي ذلك مانشره موقع وافي الجزائري:
. تبادل الهدايا حتى وإن كانت رمزية ، فوردة توضع على مخدة الفراش قبل النوم ، لها سحرها العجيب ، وبطاقة صغيرة ملونة كتب عليها كلمة جميلة لها أثرها الفعال ، والرجل حين يدفع ثمن الهدية ، فإنه يسترد هذا الثمن إشراقًا في وجه زوجته ، وابتسامة حلوة على شفتيها ، وكلمة ثناء على حسن اختيارها ، ورقة وبهجة تشيع في أرجاء البيت ، وعلى الزوجة أن تحرص على إهداء زوجها أيضًا .
2. تخصيص وقت للجلوس معًا والإنصات بتلهف واهتمام للمتكلم ، وقد تعجَّب بعض الشرّاح لحديث أم زرع من إنصات الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة الطويل وهي تروي القصة .
3. النظرات التي تنم عن الحب والإعجاب ، فالمشاعر بين الزوجين لا يتم تبادلها عن طريق أداء الواجبات الرسمية ، أو حتى عن طريق تبادل كلمات المودة فقط ، بل كثير منها يتم عبر إشارات غير لفظية من خلال تعبيرة الوجه ، ونبرة الصوت ، ونظرات العيون ، فكل هذه من وسائل الإشباع العاطفي والنفسي ، فهل يتعلّم الزوجان فن لغة العيون ؟ وفن لغة نبرات الصوت وفن تعبيرات الوجه ، فكم للغة العيون مثلاً من سحر على القلوب ؟ . 4. التحية الحارة والوداع عند الدخول والخروج ، وعند السفر والقدوم ، وعبر الهاتف .
5. الثناء على الزوجة ، وإشعارها بالغيرة المعتدلة عليها ، وعدم مقارنتها بغيرها .
6. الاشتراك معًا في عمل بعض الأشياء الخفيفة كالتخطيط للمستقبل ، أو ترتيب المكتبة ، أو المساعدة في طبخة معينة سريعة ، أو الترتيب لشيء يخص الأولاد ، أو كتابة طلبات المنزل ، وغيرها من الأعمال الخفيفة ، والتي تكون سببًا للملاطفة والمضاحكة وبناء المودة .
7. الكلمة الطيبة ، والتعبير العاطفي بالكملات الدافئة والرقيقة كإعلان الحب للزوجة مثلاً ، وإشعارها بأنها نعمة من نعم الله عليه .
8. الجلسات الهادئة ، وجعل وقت للحوار والحديث ، يتخلله بعض المرح والضحك ، بعيدًا عن المشاكل ، وعن الأولاد وعن صراخهم وشجارهم ، وهذا له أثر كبير في الأُلفة والمحبة بين الزوجين .
9. التوازن في الإقبال والتمنع ، وهذه وسيلة مهمة ، فلا يُقبل على الآخر بدرجة مفرطة ، ولا يتمنع وينصرف عن صاحبه كليًا ، وقد نُهِيَ عن الميل الشديد في المودة ، وكثرة الإفراط في المحبة ، ويحتاج التمنع إلى فطنة وذكاء فلا إفراط ولا تفريط ، وفي الإفراط في الأمرين إعدام للشوق والمحبة ، وقد ينشأ عن هذا الكثير من المشاكل في الحياة الزوجية .
10. التفاعل من الطرفين في وقت الأزمات بالذات ، كأن تمرض الزوجة ، أو تحمل فتحتاج إلى عناية حسية ومعنوية ، أو يتضايق الزوج لسبب ما ، فيحتاج إلى عطف معنوي ، وإلى من يقف بجانبه ، فالتألم لألم الآخر له أكبر الأثر في بناء المودة بين الزوجين ، وجعلهما أكثر قربًا ومحبة أحدهما للآخر .
(من شريط الشيخ إبراهيم الدويش )

:طرق القضاء علي الملل في الحياة الزوجية:
حياة يومية + وظيفة + سنوات تمضي + بعض الأطفال + متطلبات معيشية .. ويكون الناتج دائماً أيام أسبوع رتيبة تمضي دائماً في حوار متشابه بين الزوجين، يقاطع دائماً بعراك الصغار ونداءاتهم وطلباتهم، أو بمشاكل في المنزل أو نقص أحد الأغراض والحاجة للنزول مرة أخرى للشراء من الجمعية، هل كل ما سبق يبدو مألوفاً؟
إنه حتى مع عدم وجود أطفال فقد تنقضي أيام الأسبوع مع ضغوط وتشويش وتأخر في العمل، وقائمة من الأعمال التي تقتضي وجود كل منكما في مكان بعيد عن الآخر.
تريدان العودة للترابط والبعد عن الملل.. لكن الخطط الرومانسية القديمة ( أوراق الورد المنثورة على الطريق إلى باب غرفة النوم) لم تعد تجدي نفعاً في زحام وروتين أيام العمل الأسبوعية، إذن ماذا نفعل؟! الإجازة قد تفيد، ولكن لا يمكنكما ( ولا أنصحكما) أن تنتظرا حتى يوم الإجازة.. لأنه إلى أن تأتي الإجازة ستكون الحياة قد امتلأت بالملل والابتعاد، كل ما تحتاجانه هو تقارب يومي أكثر، ولكي تحصلا عليه لابد أن تتمسكا بقوة بالمفهوم العام للمودة بعيداً عن الإثارة، لأنها لن تستمر تدعم الحياة الجنسية، خصوصاً مع مرور السنين.. هذا ما ذكره د. ودني هيربرت مؤلف كتاب دليل الزوجين للتعامل مع سنة أولى للزواج فيقول: ليالي أسبوع العمل يمكن أن تكثرا فيها من الهمسات اللطيفة تتساندان وتختلسان الدقائق كي تكونا على سجيتكما، أو حتى تتشاركا في هموم الكد اليومي من أجل متطلبات المعيشة.. كل هذا سيشيع روح الدفء ويطرد الملل.. ثم حتى إذا حل موعد الإجازة في نهاية الأسبوع يكون لديكما رصيد مرتفع من الألفة والسعادة.
وإليكما (11) طريقة للخروج من الملل منذ عودتكما أو أحدكما من العمل وحتى نهاية اليوم:
1- اتفقا على الالتقاء قبل العودة للمنزل، حتى ولو اضطر أحدكما لاتخاذ طريق غير طريقه المعتاد كي يمر على الآخر.. لكي يتركز اهتمام أحدكما بالآخر فقط، قبل أن تتحولا عند وصولكما إلى مهام أسرية أخرى ( الأمومة – الأبوة – الطبخ – إدارة شؤون المنزل).
2- في الأيام التي تصلان فيها إلى البيت منفصلان أو كان أحدكما يقضي يومه في المنزل، اجعلا دقائقكما الأولى معاً دافئة، فالطريقة التي تستقبلان فيها بعضكما البعض تصنع فرقاً كبيراً كما تقول سنثيا متشنيك مؤلفة كتاب هل تتزوجينني والتي تحدثت إلى مئات الأزواج عن كيفية الإبقاء على الرومانسية في حياتهم.
قاوما الرغبة في التنفيس عن أمور العمل، أو العلاج الذي كتبه الطبيب أو الأعمال المنزلية حتى يكون لديكما الفرصة لقول أنا أحبك أو أن تتعانقا مثلاً.
يمكن أيضاً عمل دراما عفوية، بأن يدق العائد من العمل جرس الباب مصطحباً معه حلوى من المخبز أو شريط فيديو جديد، أو وروداً كي يفاجئ بها شريك الحياة.. أما من كان في المنزل أولاً فليجعل الأطفال مثلاً يصنعون لوحة ترحيب بالعائد مما يشيع جواً من المرح والسعادة، مما يسهل مناقشة أي موضوع بعد ذلك. 3- خذ حماماً دافئاً مما يساعد على الاسترخاء معاً.
4- شكلا فريق عمل في المطبخ، كأن يعد الزوج السلطة مثلاً أو أي طبق يحبه ويجيده، وتقوم الزوجة بالطبخ ويتبادلان الحديث أثناء إعداد الطعام، مما يشيع جواً من التعاون والألفة والتذكير بأيام الزواج الأولى وبساطتها.
5- اطلبا الطعام من المطعم، وكلا في أطباق ورقية، واستغلا الوقت الذي توفر لديكما في الجلوس على الأرض واللعب مع الصغار فما أسرع ما تنسيان كم هم مسلون، وما أسرع ما ستتقاربان من خلالهم.
6- تصفحا ألبوم الصور واستغرقا في ذكريات زفافكما وشهر العسل، أو إجازتكما الأخيرة وفكرا معاً في إجازة قادمة.
7- ادعوا أصدقاء أقارب للعشاء أو لتناول الشاي، فعلى الرغم من أن ذلك يبدو عملاً إضافياً لكليكما، فإن معظم الأزواج يصر على أنه عمل مريح للنفس، طالما أنهم مقربون، فتشعران معهم بأنكما على طبيعتكما.. فإن ذلك يكسر الملل ويزيد التقارب بين الزوجين.
8- اقرأ أحدكما للآخر إذا كنتما في انتظار حادث سعيد مثلاً، فإن قراءة القصص، وكتب رعاية الأطفال تكون مناسبة، أو يمكنكما قراءة كتاب رومانسي أو ثقافي أو كوميدي، المهم هو الوقت الهادئ الذي تقضيانه معاً والتغلب على الملل والتكرار..
وإذا كان أحد الزوجين لا يميل لقراءة الكتب فيمكن المشاركة في الأفكار الرئيسية التي تشكل عصارة الكتاب الذي قرأه الشريك المحب للقراءة، بالإضافة إلى نبذات عما جاء في الجرائد من أخبار هامة أو أسطر لطيفة من زاوية قرأها أحدكما مما يعطيكما مادة خارجية تتحدثان حولها وتضحكان معاً.
9- العبا معاً.. فاللعب عنصر من عناصر التودد والغزل، وهو عنصر لا يوجد خلال أيام الأسبوع المملوءة بالقلق والضغوط.. ومن طرق استعادة هذا العنصر أن تمارسا معاً أي لعبة بعد العشاء، ولستما مضطرين للعب كل ليلة.. بل اختار يوماً من أيام الأسبوع ( أيام العمل) ثم إن عنصر المنافسة في اللعب يفتت التوتر الذي قد ينشأ بينكما لسبب أو لآخر.
10- مرة في الأسبوع أعدا عشاءً عائلياً مع وضع الأطفال في قائمة المدعوين حتى ولو تأخروا عن موعد نومهم، فكما يقول وندي هيربرت إن حفلة العشاء ستمنحكما وقتاً سعيداً، بالإضافة لتخفيف الضغوط عن ليالي الأسبوع الأخرى وستتمتعان بمشاعر طيبة.
11- تواعدا خلال أيام العمل ولا تهتما بمن يرتب الموعد وجربا اللقاء في ناد أو حديقة مرة كل أسبوع. وإذا كان لديكما أطفال فلابد من وجودأحد يرعاهم، وإذا تمكنتما من إيجاد من يرعى الأطفال فما رأيكما في إرسالهم في نزهة، ثم الانفراد معاً في المنزل، فقد تعودان لذكريات الخطط الرومانسية القديمة.


وفي موقع "لها" بالانترنيت تحدثت سيدة عن تجربتها في تجديد أواصر علاقتهاالزوجية مع زوجها بعد أن مضي عليها حين من الدهر كادت أن يصيبها البلي، فقالت:
قررت تحطيم ذلك الجدار بيديّ هاتين، كما سبق أن بنيته بإهمالي، وعدم مشاركتي لزوجي همومه ونجاحاته، أو أفكاره وطموحاته وتطلعاته، وعزمت جادة على تحطيم ذلك الجدار، وجعلت تغييري لنفسي نقطة البداية، وتذكرت الآية الكريمة:" إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ..." (الرعد11)
لاحظ زوجي التغيير في منزلي وطريقة ترتيبه، وطعامي والأصناف التي أعدها له، ولاحظ أيضًا اهتمامي بهندامي وتجملي وتزيني له، وأجزم أيضًا أنه لاحظ الكلمات الحانية التي أقولها له، وتلك العطور التي تفوح من كل ركن من أركان المنزل..لاحظ ذلك كله، لكنه بقي على صمته وعدم مبالاته، وأضاف إليها نظرات ساخرة وكأنه يقول: لقد كبرت على هذه الأشياء، أو يقول: الآن بعد كل تلك السنين !.

أدركت في قرارة نفسي أنه لن يعود كل شيء كسابق عهده، وتعود الليالي الخوالي بهذه السرعة التي تمنيتها، ولكن لابد أن أتحمّل كل تلك النظرات الساخرة أحيانًا، والمتعجبة أحيانًا أخرى، وعرفت أن قلب زوجي مليء بمشاعر سلبية لا بد أن تخرج، وهي الآن تخرج بهذه العبارات الساخرة والنظرات المستفزة.

وعلى هذا الأساس عزمت على مواصلة المشوار حتى النهاية بالصبر والمثابرة، والوقوف بجانب زوجي، والسؤال عن أحواله في العمل، وتعبيري له عن مدى اشتياقي لرجوعه إلى المنزل، وإصراري على التحاور معه في كل ما يخصه ويخص حياتنا، وتأكيدي له أنه أهم وأكبر شيء في حياتي- بعد مرضاة الله U- وأنه كان وما زال على رأس أولوياتي واهتماماتي.
وأخيرًا تكلم.. ولكن بكلمات ملؤها العتاب واللوم على كل تلك السنين السابقة، وتغلبت على كل ذلك بمشاعر الحب والود والاعتراف بالتقصير .. وهكذا بدأت وزوجي صفحة جديدة من التواصل الفعال بعد أن نجحت في اختراق جدار الصمت الذي بنيته بيدي


23 نصيحة للزوجات:

بينما قدم موقع دانا com danah. 23 نصيحة كلها موجهة للزوجة لكي تبني وتحافظ علي العلاقة الزوجية ولكننا نلاحظ عدم توجيه نصائح مماثلة للرجل بينما العلاقة الزوجية علاقة بين كرفين متساويين في المسؤولية عن سلامتها. وهذه النصائح هي:
كوني سلسة في الحوار والنقاش وابتعدي عن الجدال والإصرار على الرأي.
- افهمي القوامة بمفهومها الشرعي الجميل والذي تحتاجه الطبيعة الأنثوية ولا تفهميها على أنها ظلم وإهدار لرأى المرأة .
- لا ترفعي صوتك خاصة في وجوده.
- احرصي أن تجتمعا سوياً على صلاة قيام الليل بين الحين والآخر فإنها تُضفي عليكما نوراً وسعادة ومودة وسكينة "ألا بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ".
- قفي بين يديه لحظة ارتداء ملابسه وخروجه.
- أشعريه بالرغبة في ارتداء ملابس معينة واختاري له ملابسه.
- لا تطلبي منه كلمة أسف أو اعتذار إلا إذا جاءت منه وحده ولشيء يحتاج اعتذاراً فعلاً.
- كوني كل ليلة عروساً له ولا تسبقيه إلى النوم إلا للضرورة.
- لا تنتظري مقابلاً لحسن معاملتك له فإن كثيراً من الأزواج ينشغل فلا يعبر عن مشاعره بدون قصد.
- كوني متفاعلة مع أحواله ولكن ابتعدي عن التكلف .
- استقبلي كل ما يأتي به إلى البيت من مأكل وأشياء أخرى بشكر وثناء عليه مهما كانت قيمتها المادية متواضعة.
- تذكري دائماً أن طاعة الزوج وسيلة تتقربين بها إلى الله تعالى .
- لا تتردي أو تتباطئي عندما يطلب منك شيئاً بل احرصي على تقديمه بحيوية ونشاط.
- احرصي على التجديد الدائم في كل شيء في المظهر والكلمة واستقبالك له.
- جددي في وضع أثاث البيت خاصة قبل عودته من السفر وأشعريه بأنك تقومين بهذا من أجل إسعاده ولكن لا داعي للتكاليف الباهظة .
- احرصي على حسن إدارة البيت وتنظيم الوقت وترتيب أولوياتك.
- تعلمي بعض المهارات النسائية بإتقان.
- أحرصي على أناقة البيت ونظافته وترتيبه حتى ولو لم يطلب منك ذلك مع الجمع بين الأناقة والبساطة.
- اضبطي مناخ البيت وفق قواعده هو، ولا تشعريه بالارتباك في أدائك للأمور المنـزلية.
- كوني قانعة واحرصي على عدم الإسراف حتى لا تتجاوز المصروفات الواردات.
- فاجئيه بحفل أسري جميل مع حسن اختيار الوقت الذي يناسبه هو.
- أشعريه باحتياجك دائماً لأخذ رأيه في الأشياء المهمة .لا تشتكي له من الأولاد لحظة عودته من الخارج أو قيامه من النوم أو على الطعام.
ومما لاشك فيه أن كل هذه النصائح مفيدة إن تم استيعابها والحرص على العمل بها وهي بالتأكيد خلاصة تجارب ذاتيه لمقدميها وهو مايزيد من قيمتها وأهميتها ، فهي علي مايبدو منها ليست مجرد تجميع ونقل من كتب أومقالات في صحف أو مجلات . ومع ذلك لايمكن استيعاب العلاقات الزوجية المثالية وتفهمها وضمان نجاحها بمجرد قراءة العديد من هذه النصائح والتوصيات. فالأمر يحتاج الي فهم أعمق لكل ماله صلة بالزواج والاسرة وبحيث يترسخ في الوعي ويحتاج الأمر أيضا الي إقامة الاسرة من البداية علي اختيار سليم وأسس قويمة.
كما يلاحظ أن معظم هذه النصائح كتبها في الغالب رجال يحددون فيها نوعية الزوجة التي يريدونها أو يحلمون بها بينما لاتتوفر كتابات نسائية توضح لنا ماذا تريد الزوجة من زوجها أو مواصفات الزوج الذي تحلم به وتريدها متوفرة فيه.
ألف ليلة وليلة:
المهتم بعلم النفس –وإن لم يكن متخصصا فيه – وقرأ قصص ألف ليلة وليلة قد ينتهى به الأمر الى القول بأن هذه القصص جمعتها وأعادت صياغتها جارية من أصل فارسي عاشت في العراق ومصر وترمز بشهر زاد الى أحلامها في العيش زوجة حرة وأم والى شهريار الى وطنها الأصلي الذي تعتبره وقد فرط فيها وألقى بها الى العبودية كأنه ذبحها هي وكل العذارى في الليلة الأولي التى افتض فيها النخاس أو المشترى الأول بكارتهن ، أما المجون الذى اشتملت عليه القصص فكان مطلوبا من الجوارى محرما على الحرائر في تلك الأزمنة. القصص المتفرقة أو االأساطير التى جمعت كانت ربما مما تسرى به الجوارى على ملآكهم من قبيل المؤانسة وعندما انتهت الجارية التى جمعتها ونظمتها في غقد واحد من كتابتها أعجب بها سيدها وأخذ المخطوط الي النساخ حيث تم تداولها وانتشارها دون أن يكون لها مؤلف معروف. هذه المجموعة من القصص استهدفت كاتبتها الدفاع عن المرأة. بدأت على لسان شهر زاد بتعداد ماهو شائع عن عيوب المرأة وكأنها لاتمانع من الاقرار بها ولكنها انتهت الى إظهار أنه رغم مايقال عن عيوبها فإن فضائلها أعظم وتجعلها جديرة بأن تكون عالية المقام والشأن عند زوجها وفي المجتمع. إن لم تخنى الذاكرة فقد كانت رسالة الدكتوراه للكاتبة أمينة السعيد حول المرأة في ألف ليلة وليلة ولكن ربما لم تنتبه الى أن كاتبة المجموعة القصصية لايمكن الا أن تكون امرأة. وقد فكرت فى أن أطلب من ابنة لي – أو علي الأصح في حكم ابنتى- وهي تدرس علم النفس ، وأعدت رسالة الماجيستير عن النساء المسنات ، أن تخصص رسالة الدكتوراه لتحليل قصص ألف ليلة وليلة انطلاقا من هذه الرؤية لها وتكون بذلك قد أنجزت عملا علميا غير مسبوق فى مجال تخصصها.
قصص ألف ليلة وليلة اذن يمكن تزيدنا فهما لتفكير المرأة ولما تريده من زوجها وتتمناه فيه وإن جاء في ثنايا المجموعة متفرقا وغير مباشر.
لقد انتهت مجموعة ألف ليلة باقرار شهريار بخطئه في حق النساء وظلمه لهن وشكر والد شهرزاد ، والتي تمثل هنا جميع النساء، على انجابه لها ..

Fawzy Mansour - fawzym2@gmail.com

No comments: