Sunday, March 9, 2014

من أب المسيح في : الأناجيل والقرآن؟




تربي المسح عيسي بن مريم عليه السلام  في بيت يوسف النجار مع إخوته من يوسف النجار وزوجته مريم حتى ظنه الناس إبن يوسف النجار ومن أولاده , وذكرت الأناجيل أسماء إخوته هؤلاء: يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَيَهُوذَا وَسِمْعَانَ.
وعندما بلغ الثلاثين من عمره أخبرته أمه ،على مايبدو، أنه ليس إبن يوسف النجار. وكان في هذا السن قد بدأ سنوات البشارة الثلاث قبل نهاية حياته، فخرج على الناس ،  وأعلن لهم أنه ليس إبن يوسف النجار فسألوه ، كما ورد في الإنجيل، ومن أبوك إذن ؟، فأجاب: أبي الذي في السماوات.ولم يقل المسيح أن أباه هو الله , ولكن تم تأويل عبارة :" أبي الذي في السموات" بأن أباه هو الله الذي في السماوات.وأيد هذا الفهم عبارات أخرى وردت في الأناجيل.

وفبل ميلاد المسيح بسبعمائة عام وردت نبوءة أشعياء في الكتاب المقدس تقول : ولكن يعطيكم السيد نفسه ، آية هذا ، العذراء تحبل وتلد إبنا وتدعو إسمه عمانوئيل.

والسائد لدي المسلمين اليوم ،خاصتهم وعامتهم معا،هو أن المسيح ليس له أب ، وأن الله خلقة بغير أب ، كما خلق الله آدم من قبل بغير أب أو أم . وذكرت قصة ولادة المسيح في سورة مريم بالقرآن الكريم ، ولا أرى خلافا فيما ورد بها عما ورد في الأناجيل حول ولادته، وإنما توضيح لما ورد في تلك الأناجيل .

وتقول السورة:
"فاتخذت من دونهم حجابا ، فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا* قالت: إني أعوذ بالرحمن منك أن كنت تقيا* قال: إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا* قالت أنا يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا؟*قال كذلك قال ربك ، هو علي هين ، ولنجعله آية للناس ورحمة منا ، وكان أمرا مقضيا* فحملته فانتبذت به مكانا قصيا* ,

ثم تذكر الآيات بعد ذلك حملها فتقول:
فجاءها المخاض إلى جذع النخلة ،قالت ، ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا*فناداها من تحتها ألا تحزني ، قد جعل ربك تحتك سريا *وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا*فكلي واشربي وقرى عينا ، فإما ترين من البشر أحدا فقولي أني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا*فأتت به قومها تحمله ، قالوا يامريم لقد جئت شيئا فريا*يا أخت هارون ما كان أبوك إمرأ سوئ وما كانت أمك بغيا* قأشارتاليه ، قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا* قال: إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا * وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا*وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا*"
فهل هذا الملاك الذي هبط الى محراب مريم من السماء ، وتمثل لمريم بشرا سويا ،وعاد بعد أن التقى بها مرة أخرى إلى السماء هو : "أب المسيح "؟. والذي كان يعنيه بقوله: أبي الذي في السماوات .
وقد تجنب يوسف النجار المساس بها حتى ولدت المسيح في بيت لحم التي أخذها يوسف النجار اليها ، فقد قال متى في إنجيله:ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر ودعا إسمه يسوع"   إذا عدنا للأناجيل سنجد ما يعزز هذا الاحتمال ، ولأنه لم يخبر مريم عن إسمه ، وبالتالي لم تخبر هي ابنها عن إسمه ، فإن كل ما يعرفه الإبن عنه وأعله أنه الذي في السماوات. وسنرى الأناجيل تذكر بأن هذا الملاك واصل رعايته للمسيح طول حياته، وكان يخاطبه مخاطبة الأب لإبنه.
ففد جاء في إنجيل مرقس مثلا ما يلي: وفي تلك الأيام جاء يسوع من ناصرة الجليل واعتمد من يوحنا في الأردن ، وللوقت ، وهو صـاعد  من الماء، رأي السماوات قد انشقت ، والروح مثل حمامة نازلا عليه، وكان صوت من السماوات : أنت إبني الحبيب الذي به سررت ، وللوقت ، أخرجه الروح إلى البرية.
وجاء أيضا في إنجيل مرقس:" وكانت سحابة تظللهم ، فجاء صوت من السحابة قائلا: هذا هو إبني الحبيب، له اسمعوا ، فنظروا حولهم بغتة ، ولم يروا أحدا غير يسوع وحده معهم.
أما في إنجيل متي فقد تحدث عن الولادة على النحو التالي :
اما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا:  لما كانت مريم امه مخطوبة ليوسف قبل ان يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس.
فيوسف رجلها اذ كان بارا و لم يشأ  أن يشهرها ، أراد تخليتها سرا، و لكن فيمـــا هو متفكر في هذه الامور، اذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا : يا يوسف ابن داود لا تخف أن تاخذ مريم امراتك ،لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس ، فستلد ابنا و تدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم. هوذا العذراء تحبل و تلد ابنا و يدعون اسمه عمانوئيل ، الذي تفسيره : الله معنا. فلما استيقظ يوسف من النوم فعل كما أمره ملاك الرب وأخذ إمرأته ، ولم يعرفها أي لم يمسها، حتى ولدت إبنها البكر، ودعا إسمه : يسوع..
ويستمر مجيئ الملاك ليوسف النجار في منامه لكي يوجهه الى ما يعمله لحماية حياة يسوع فيذكر إنجيل متي أيضا :
و بعدما انصرفوا،  اذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا : قم و خذ الصبي و امه و اهرب الى مصر،  و كن هناك حتى اقول لك ، لأن هيرودس مزمع ان يطلب الصبي ليهلكه، فقام وأخذ الصبي وأمه ليلا إلى مصر.  فلما مات هيرودس إذا ملاك الرب قد ظهر في حلم ليوسف في مصر قائلا : خذ الصبي وأمه وإذهب إلى أرض أسرائيل لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي . فقام وأخذ الصبي وأمه وجاء إلى أرض إسرائيل.
ويستمر ظهور الملاك في الظروف الحرحة التي يمر بها يسوع ، بل يمكن القول بأنه في سنوات البشارة الثلاث التي كان المسيح يتكلم فيها بالانجيل ، كان ينطق في الواقع بما يمليه عليه الملاك من الوحي ، وأيضا كان هذا الملاك هو الذي يزوده بالطاقة الروحية التي كانت تمكنه من علاج المرضي وإحياء الموتي أو إنقاذ من هم في سكرة الموت.
وقد عبرت الأناجيل عن هذا الملاك بالروح القدس، وهو في جميع الحالات ، وأيا كان هو ، روح مقدسة بلاريب. وأدخله أنصار المسيح من القبط بالاسكندرية ضمن أقانيم  الثالوث المقدس الذي قالوا بأنه يتكون من الآب والإبن والروج القدس ، وأخال أن الآب هنا المقصود به من يؤوب اليه الخلق والإبن هو إبن الملاك أو الروج القدس ويكتمل الثالوث في هذه الحالة بالأب الذي هو الملاك أو الروج القدس ، وللمحافظة على فكرة وحدانية الله تم تذييل هذا الثالوث بعبارة : إله واحد ، آمين.
وكان هذا هو مذهب آريوس القبطي ، الذي أمن به الكثيرون لحوالي سبعة قرون ، وبمرور الزمن ، وبعد طرد القيصر لآريوس من مجمع قينية،  وتغليب فكر بولس وأتباعه عليه ، صار الآب يعني الأب، وأنه الله ، واعتبر الإله يتكون من الأقانيم الثلاثة تلك محتمعة.
وتمثل الملائكة بالبشر ، أو ظهورهم على هيئة بشر،  نجده في القرآن حين ذكر  الملائكة الذين أرسلوا للقضاء على قوم لوط ، ومروا على النبي إبراهيم وهم في هيئة بشر ، ثم ذهبوا الى لوط ، وهم في نفس الهيئة ، كما ورد في القرآن الكريم . قال تعالى:"ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى ، قالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية ، إن أهلها كانوا ظالمين ، قال : إن فيها لوطا ، قالوا نحن أعلم يمن فيها ، لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين.

وقال الله تعالى:" ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا ، وقال: هذا يوم عصيب""وقال السدي: خرجت الملائكة من عند ابراهيم نحو قرية لوط ، فأتوها نصف النهار ، فلما بلغوا سدوم ، لقوا إبنة لوط تستقي من الماء لأهلها، وكانت له إبنتان، اسم الكبري : ريتا، والصغرى زغرتــــا.فقالوا لها : ياجارية ، هل من منزل ؟ فقالت لهم : مكانكم ، لاتدخلوا حتي آتيكم ، فرقت عليهم من قومها، أي خافت عليهم منهم،فأتت أباها ، فقالت: ياأبتاه ، أرادك فتيان على باب المدينة ، مارأيت وجوه هي أحسن منهم قط، لايأخذهم قومك ، فيفضحوهم." 
فخرجت امرأته فأخبرت قومها، فقالت: إن في بيت لوط رجالا مارأيت مثل وجوههم قط.
قال الله تعالى " ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوفوا عذابي ونذر ، ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر".
وقال الله تعالى أيضا يذكر نهاية أمرهم :"  فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها ، وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود، مسومة عند ربك، وما هي من الظالمين ببعيد"
ونجده أيضا بالنسبة لجبريل عليه السلام حين فاجأ النبي محمد وهو في غار حراء وضمه اليه وقال له : إقرأ ، فأجابه : ما أنا بقارئ، أي لا أعرف القراءة، فأعاد ضمه اليه بقوة وقال له : إقرأ باسم رلك الذي علم بالقلم ، علم الإنسان مالم يعلم ....فتعلم النبي من يومها القراْءة ولكن لم يكن باستطاعته الكتابة حتى آخر حياته .  ونجد ذلك أيضا في قصة جبريل حين جاء للنبي وهو بين أصحابه وسأله عن الاسلام والإيمان والإحسان ، وعندما انصرف ، قال النبي لأصحابه: هذا جبريل جاء يعلمكم دينكم.
كما يستطيع الجن أيضا أن يظهر في صورة بشر ، كما ورد في السيرة النبوية من أن إبليس ظهر لزعماء قريش في دار الندوة على هيئة بدوي أشيب وأشار عليهم أن يختاروا من كل قبيلة شابا فتيا ويكلفون الشباب بالتربص للنبي وقتله ليلة خروجه للهجرة إلى يثرب بحيث يتفرق دمه بين القبائل، وثمة أحاديث أخرى عن ظهور الشيطان على هيئة رجل، وقال الكثيرون من أن الجن ظهر لهم على هيئة بشر أو حيوانات .
أما أن يكون الملاك الذي تمثل لمريم بشرا سويا ، أي في أحسن صورة لبشر،هو أب المسيح فيمكن فهم ذلك إذا اعتبرنا أن ما يقره الله يتم وفق سننه وقوانينه بحيث تكون النتائج لها مسببات وفق تلك السنن.ومن سنن الله في خلقه أن تلد الأنثي نتيجة إتصال ذكر من جنسها بها يؤدي إلى حملها . ولأن الله قدر ألا يكون المسيح من أبناء رجلها يوسف النجار ، فقد أرسل لها ملاكا من لدنه ، وقد تمثل لها بشرا سويا ، أي غاية في الحسن والحمال ، لكي يتم حملها منه، ويكون حملا خاصا مباركا. والمعجزة هنا ليس في أن يولد المسيح دون أن يكون له أبا ، وإنما أن يكون أبوه ملكا من ملائكة الرحمن الذين خلقهم من نوره ، وليس من طين أو صلصال مثل البشر ، وأن يؤدي دوره مثل البشر ، والملائكة لا تأكل أو تشرب أو تتزاوج مثل البشر,
ويكون المولود منه ومن مريم ذكرا، كما أراد الله وقضت مشيئته.
وقد جاء سوء فهم المسلمين للأمر من تأويلهم قول الملاك لمريم العذراء: "كذلك قال ربك هو علي هين ، ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا".
ففهموا :" هو علي هين "، بأن المقصود هو على الله هين ، بينما قد يكون المفصود أنه على الملاك الذي أرسله إليها هين عليه.وقد يكون المقصود به أنه على الله وعلى الملاك هين.وهذا الذي قضى به الله لابد من نفاذه وهو ما يفهم من قوله لها : وكان أمرا مقضيا ، أي لا رجعة فيه ، ولابد من نفاذه منهما معا طاعة منهما للخالق، فاستسلمت مريم لأمر الله، وهذا لا يقلل من شأنها ، أو من قيمة حملها.
وقد قال تعالى عننها وعن حملها: " والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين ". ويعبر هنا الله عن الملاك بلفظ روحنا مثل ماورد في الأناجيل ، والنفخ يمكن اعتباره تعبيرا مجازيا عن الحمل وبث حياة جديدة في رحمها .

وقال تعالى أيضا عن المسيح وكيفية حمل أمه :" إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، فآمنوا بالله ورسوله، " ويتفق القرآن هنا في وصف حمل المسيح بالكلمة مع ما ورد في انجيل يوحنا عنه.

ويمكن فهم الكلمة هنا بأنها مشيئة الله وحكمه والروح منه أي ملك من ملائكته غير معروف اسمه ، ولو أن المسلمين يقولون بأن الروح القدس هو الملاك جبريل عليه السلام ولكن لايملكون من القرآن الكريم ما يؤيد ذلك. بينما ورد ذلك في أنجيل لوقا حيث قال :وفي الشهر السادس ، ولعل المقصود هنا الشهر السادس من حمل زوجة زكريا بابنها يوحنا المعمدان ، أرسل حبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل إسمها الناصرة إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود إسمه يوسف. وإسم العذراء مريم...فقال الملاك: لا تخاي يامريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله، وهاأنت ستحبلين وتلدين إبنا ، وتسمسنه يسوع، فقالت مريم للملاك: كيف يكون هذا وأنا لست  أعرف رحلا؟، فأجاب الملاك ، وقال لها: الروح القدس يحل عليك، وقوة العلي تظلك، فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله، لآنه ليس شيئ غير ممكن لدى الله.

ولاندري من أين للوقا ما قال حين حدد أن الملاك هو جبريل ،لأن المسيح إكتفي بقوله : أبي الذي في السماء، ولو كان يعلم أنه جبريل لقال : أبي جبريل الملاك الذي في السماء. وجاء في القرآن أن الله أيده بروح القدس، ولكن ليس مؤكدا أن ذلك يعني جبريل.والله وحده يعلم ما المقصود بالروح القدس.  أما قوله: يدعى ابن الله فقد تكون نبوءة عن المستقبل فأتباع المسيح منذ قرون يدعونه : ابن الله. أي تحققت النبوءة,وينفي القرآن أن يكون لله ولدا فيقول : قل هو الله أحد ، الله الصمد، لم يلد ولم يولد ـ ولم يكن له كفؤا أحد.
وقد وصفه الله في سورة آل عمران بأنه :وجيها في الدنيا والآخرة ، وفي سورة مريم بأنه مباركا أينما كان ، وميزه القرآن أيضا بأشياء كثيرة لعلو مكانته عند الله ، ومن ذلك قدرته على الخلق ، فقال على لسانه في سورة آل عمران:إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله ،وقال في سورة النحل : أمن يخلق كمن لا يخلق،
وكذلك بمعرفة سرائر الناس، مثل قوله في أل عمران: "واُنبئكم بما تأكلون وما تدخرونه في بيوتكم، إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين." .
فضلا عن الإتيان بالمعجزات والخوارق: مثل أبراء الأكمة والأبرص وإحياء الموتي بإذن الله" .
وشهادته على قومه، كما جاء في سورة المائدة:"وكنتُ عليهم شهيداً ما دمتُ فيهم، فلما توفيتني ، كنتَ انتَ الرقيب.".
وتأييده بالروح القدس: "...وآتينا عيسى بن مريم البيّنات وأيّدنه بروح القدس..." ،.وعندما مكر به قومه رفعه اليه وقال تعالى في سورة آل عمران ، إني متوفيك ورافعك إلي ...: "إني متوفيك ورافعك إليّ؛وقال في سورة النساء "بل رفّعه الله إليه.". كما جاء في كتاب الله من تكريم له قوله تعالى في سورة آل عمران:" وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة."
وأن يكون الذين اتبعوه فوق الذين كفروا إلى يوم القيامه يعني أن أتباعه ليسوا من الكفرة أو المشركين، وأن منهم المؤمن الصالح الذي لا يضيع الله له أجرا مثل غيرهم من المؤمنين الصالحين، كما أن المسلمين الذين يقتضي الإيمان أن يؤمنوا بالله وملائكته ورسله وكتبه يعتبرون في اتباعهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتبعون أيضا المسيح عليه السلام  على النحو الذي وصفه الله به في القرآن ، ويتبعون تعاليمه التي وردت على لسانه في الأناجيل ،وليس أكثر من ذلك أو أقل.

لقد شن أتباع المسيح حروبا صليبية على المسلمين منذ عدة قرون ومازالت مستمرة ،سفكوا فيها دماء المسلمين وخربوا ديارهم ، وكان منها غزو العراق بإقرار الرئيس الأمريكي بوش بنفسه ، كما يوجد من المسلمين غلاة يحرضون على أتباع المسيح ويقتلون الأبرياء منهم ممن هم أخوة لهم وفي ذمتهم ، وما أكتبه هنا هو إدانة للطرفين معا، حتي وإن كان فيه ما يخالف معتقداتهم ، فهو اختلاف في الرأي يجب ألا يفسد للود قضية,وإذا تم الإمعان فيما كتبته ودراسته بروح سمحه سيجدونه مدعاة للتقارب أو التوافق والمحبة والسلام ، وليس لاستمرار عداوة غير مبررة وشريرة ومهلكة للطرفين معا. ولايغذي تلك العداوة اختلاف العقائد وإنما يغذيها التعصب وضيق الفكر وقلة المعرفة الصحيحة لتلك العقائد والعنصرية البغيضة أيضا.

فوزي منصور

 9أبريل 2014

No comments: