Wednesday, July 18, 2007

نحن والكائنات اللآمرئية

نحن والكائنات اللامرئية وعقلنة اللامعقول

يعتقد المتدينون في جميع الأديان بوجود كائنات لامرئية تشاركنا الحياة على الأرض.وتنقسم
تلك الكائنات الي ثلاثة أجناس هي:

أولا: الملائكة : وهي أحادية النوع لاتتزاوج أوتتناسل وتتكاثر. وهي أيضا تحيا دون حاجة الى طعام أوشراب. وتعتبر أجسام نورانية خلقت من النور الالهي واعتبرتها الديانات القديمة ذات طبيعة الهية ومكلفة من قبل الاله بوظائف ومهام يتم بها تنفيذ المشيئة الالهية مثل الحكمة
والطب والخصوبة وارسال الريح والسحب والبرق والرعد واسقاط المطر وغير ذلك .ولذانجد في تراثهم أحاديث عن آلهة الحكمة أو الجمال أوالخصوبة… .ومنهم من إعتبر النجوم والكواكب ملائكة واهتم برصد تحركاتها وكان ذلك سببا في ظهور علم الفلك وعلم التنجيم في قديم الزمن. والاعتقاد السائد حاليا في مختلف الآديان حول الملائكة هوأنهم لايتعاملون مع الانسان ، أو يتدخلون في حياته ، أو يشعرونه بوجودهم ، ولاينفعونه أو يضرونه ، وإن كان لهم مهام تتعلق به . فهم الذين يميتونه وينزعون روحه عن جسده ،وهم أيضاالذين يراقبون فعاله ويرصدون الحسن والسيئ منها ليتم حسابه على كل منهما فى عالم آخر. واحتفظ التراث الديني ببضعة أسماء آرامية للملائكة مثل جبرائيل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل ولعل أهمها هو جبرائيل باعتباره الملاك المكلف بنقل الرسالات الإلهية الى الأنبياء والرسل .
وأنهم عباد الله مكرمون، لا يسبقونه بالقول وهم من خشيته مشفقون، يسبحونه الليل والنهار لا يفترون.

وفي صحيح مسلم عن عائشة أم المؤمنين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خُلِقت الملائكة من نور، وخُلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم"، وقد يتمثل الملك بأمر الله على هيئة بشر، كما في قصة مريم، وحديث جبريل حين سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام، والإيمان والإحسان. أما صورته الحقيقية، فقد ذكر الله تعالى في القرآن أنه جعل من الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع، يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير. وقد رأى النبي عليه الصلاة والسلام جبريل على صورته الحقيقية وله ستمائة جناح قد سد الأفق.

لايوجد أي دليل علي أن الانسان يمكنه أن يرى الملائكة سوى حالة موسي السامرى وهو رجل قيل عنه أن أمه ولدته في فلاة وماتت خلال ولادته فتولت الملائكة العناية به وتربيته ولعلها مكنته من رؤيتها بأن أضافت الي شبكية العين لديه ميمكنه من استقبال الأمواج الكهرومغناطيسية التي تنقل الي عينه صورهم كما تستقبل التلفزة الصور من الهواء. نستنتج رؤيته للملائكة رؤى العين من قوله تعالي في تصوير الحوار الذى كان بينه وبين نبي الله موسى عليه السلام عندما عاد موسى من الطور فوجده قد صاغ لبني اسرائيل عجلا من الذهب مسحور له خوار.تقول الأيتين 95و96 من سورة طه : " قال فماخطبك ياسامري . قال بصرت مالم يبصروا به (أي بني اسرائيل) فقبضت قبضة من أثر الرسول(جبريل عليه السلام)فنبذتها (أي وضعتها جانبا لحين الحاجة اليها) وكذلك سولت لي نفسى".وقوله بصرت مالم يبصروا به يعني رأيت بعيني مالم يروه إذ تقصر أبصارهم عن رؤيته.
ويتردد أن الكلاب لديها قدرة علي رؤية الكائنات اللامرئية من الملائكة والجن وإن رأتها نبحت عليها ولذا تكره الملائكة دخول البيت الذي توجد فيه الكلاب . وان كان من المحتمل أن الكلاب لاتنبح الا علي صنف من الجن أو من الملائكة يثير لديها الفزع والشائع أن الكلا ب تصدر صوتا أشبه بعواء الذئاب عند رؤيتها ملاك الموت.
ويروى ابى رحمه الله ،وكان عالم لغة ودين ورجل صدق، بأنه كان يبيت ذات ليلة في غرفة ذات نافذتين متقابلتين ومفتوحتين بسبب حرارة الصيف. وتطل أحدي النافذتين علي حارة ضيقة وفي المنزل المقابل كانت نافذة مفتوحة لغرفة مضاءة وفيها رجل مريض يحتضر بينما كان أبي قد أطفأ نور الغرفة واستلقي في فراشه منتظراأن يغلبه النوم فينام. فوجئ أثناء ذلك بضوء أبيض يتحرك عبر النافذتين مرورا بفراشه فلما حاذاه رفع أبي رأسه من علي الوسادة فأحس كان كالضوء قد دفع رأسه نحو الوسادة واتجه صوب نافذة المريض ولحظات وانطلقت الصرخات تنبئ عن فجيعة أهله بوفاته.
يعزز تلك الحكاية ماخبرته بنفسى مرة عندما ذهبت لعيادة مريضة في القرية اشتد عليها المرض . فدخلت عندها في دارها. وكانت مسجاة علي فراش علي الأرض وغائبة عن الوعي. فأخذت مجلسى بالقرب من رأسها، وأسندت ظهري الى الحائط. فاذا بي أشعر بضغط على صدرى يلصقني أكثر بالحائط خلفي لثوان كانت تسلم فيها الروح. هناك إذن حالات يمكن الاحساس فيها بوجود تلك الكائنات وإن لم يتسن رؤيتها بالعين.

ثانيا: الجن والمردة والشياطين : الجن عالم يشترك مع عالم الإنسان بتمتعهما بالعقل والإدراك، ومن حيث القدرة على اختيار طريق الخير والشر، ويخالفون الإنسان في أمور أهمها أن أصل الجان مخالف لأصل الإنسان.فهم من نار وهو من طين وهم يرونه وهو لايراهموسموا جنا لاستتارهم عن العيون اذ جن الشيء تواري عن العيون واختفي " .وجاء في محكم التنزيل: (إنه يراكم هو وقبيلة من حيث لا ترونهم)(سورة الأعراف 27)وقد خلقوا من نار قال تعالى : (لقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون والجن خلقناه من قبل من نار السموم )(سورة الحجر26و 27) وقال تعالى : ( وخلق الجآن من مارج من نار) (سورة الرحمن 15) وقد خلقهم الله تعالى قبل خلق الإنسان .
وقد خصص الله سبحانه وتعالي لهم في القرأن الكريم سورة باسمهم جاء في الايات الخمسة عشر الأولي منها مايلي:
"قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا . يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا .وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا . وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا. وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا . وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا . وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا . وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا . وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا . وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا . وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا. وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا . وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا . وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا . وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا "" (الجن من 1-15).
ويتضح منها أن الجن فيهم المؤمن وفيهم المقصر في حق الله أو غير ملتزم بطاعته. وأن بامكانهم السباحة في الفضاء. وكانوا من قبل الرسالة المحمدية يتصنتون علي السماوات العلي ويعلمون منها أخبار الغيب الا أنه يتم مطاردتهم الآن بالشهب مماجعل ذلك صعبا عليهم.
والجن ثنائيةالنوع : تتزاوج وتتناسل وتتكاثر ، وهي أيضا تأكل وتشرب ، ولهاطعامها وشرابها ، ولاتترك فضلات عن طعامها وشرابها حيث تتحول ربما الى طاقة أو غازات بسبب طبيعتها النارية حيث خلقت من النار. وبالتالي يمكن القول بأنها ذات أجسام حرارية غير مرئية. هذه الكائنات لاتتعامل مع البشر على نحو مباشر الا في ظروف خاصة وشاذة . والحالة الوحيدة المؤكدة والمشهودة هي التواصل من خلال الطقوس السحرية. وتوجد حالات يشتبه بأن لها علاقة بالجن مثل حالات الصرع ، وكما يقال بأن لكل انسان قرين أوقرينة من الجن يلازمه في حياته دون أن يشعربه . والشياطين نوع من الجن آل على نفسه أن يغوى البشر ويغريهم بالمفاسد ويدفعهم الى ارتكاب الآثام والشرور ولكن لاسلطان له عليهم في ذلك ، أي أنه لايستطيع اجبارهم على فعل الشر وانما يقتصر دوره على تزيينه لهم وتحفيزهم عليه.وهم يعلمون من يتبعهم السحرويقول في ذلك الله سبحانه وتعالي : " واتبعوا ماتتلوا الشياطين علي ملك سليمان، وماكفر سليمان ولكن الشياطين كفروا : يعلمون الناس السحر وماأنزل على الملكين هاروت وماروت . وما يعلمان من أحد حتي يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما مايفرقون به بين المرء وزوجه وماهم بضارين به من أحد الا بإذن الله . ويتعلمون مايضرهم ولاينفعهم . وقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق.ولبئس ماشروا به أنفسهم لوكانوا يعلمون"(البقرة 102)

وبسبب ثبوت امكانية التواصل مع الجن امتلآت بذكرهم الأساطير والخرافات حتى جعلت من الممكن أن يتزاوج الانس مع الجن أويتبادلان العشق والغرام ، كماورد فيها امكانية أن تظهر الجن والشياطين في صور بشرية أوحيوانية أو صور لكائنات تجمع بين صفات الحيوانات والبشر. واعتبر أن أكثر الصور التي تتجسد فيها الشياطين بحيث يراها الانسان بعينه هي صورة الأفعى. ومن الناس من يقول ، وهو صادق ، أن الجن ظهر له في صورة آدمية للحظات أو أنه لمسه أوتحسسه فعلاوهو في حالة اليقظة وأن ذلك قد تم فى الضوء أو في الظلام. ورغم صدق القائل بذلك، فانه لم يحدث بالتأكيد وانما الذي يمكن أن يكون قد حدث فعلا هو أن جني أو جنية استولي عليه للحظات نومه فيها وصور له مارأى علي نحو مايحدث له في الاحلام ثم أعاده الى اليقظة مرة أخرى التي كان عليها دون أن يتنبه الى حقيقة ماحدث. ومن غير المستبعد أيضا امكانية أن يستولي جني على انسان بعض الوقت فيحركه كماشاء أو ينطق بلسانه على نحو ما يحدث فعلا في التنويم المغناطيسي ويمكن أن تكون هذه الحالة أيضا خلف الألعاب السحرية التي تتم أمام جمهور المشاهدين. وفي التراث النبوي الاسلامي حديث عن ظهور جبريل للنبي وهو مع بعض أصحابه في صورة شخص معروف وسؤاله للنبي محمد عن الاسلام والايمان والاحسان .ويمكن تفسير ذلك بأن الملاك جبريل قد استولي علي هذا الشخص بالفعل، وحركه من مكانه، وتحدث بلسانه، ثم أعاده الى حيث أتى به، دون أن يدرى هذا الشخص شيءا مماحدث له.
والمردة والشياطين جنس من الجن وبعد أن أزل الشيطان ادم عليه السلام هو وحواء وحرضهما علي عصيان ربهما وأكلا من ثمار الشجرة التي حرمها الله عليهما مما تسبب في طردهم منها ، توعد ذرية أدم حسدا وحقدا بأن يسعي لغوايتهم حتي يعصون ربهم وصور لنا القرأن وعيده ورد الله سبحانه وتعالي عليه في سورة الاسراء كالأتي: " قال (أي إبليس) أرأيت هذا الذي كرمت علي (يقصد آدم) لأحتكن ذريته الاقليلا، قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا . واستفززمن استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا . وإن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفي بربك وكيلا" (الاسراء62-65).وكان مااستفاده ابليس من هبوطه للارض هو زواجه من المردة وانجاب سلالة تبعته في تضليل الناس بالوسوسة اليهم . أي تحول الشيطان الواحد الي أمة من الشياطين علي مدي الاف السنين كل همها هو غواية بني الانسان.
لذالفظ ( شيطان ) يطلق على إبليس ويطلق على جنس من الجن وهم المدرة من ذرية إبليس، ويطلق على من يعمل عملهم من الإنس في غواية الناس واثارة الفتن بينهم .
فأما إطلاقه على إبليس ففي مثل قوله تعالى (فأزلهما الشيطان عنها )وقوله تعالى (فوسوس لهما الشيطان )وقوله تعالى (لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة)وهذا غالب إطلاقه، فالشيطان علم في الغالب على إبليس.
وأما إطلاقه على جنس من الجن ففي مثل قوله تعالى (وما تنزلت به الشياطين) وقوله تعالى (هل أنبئكم على من تنزل الشياطين ) (والشياطين كل بناء وغواص ) (وجعلناها رجوما)
وأما إطلاقه علىالمفسدين من الإنس فنجده في قوله تعالى (وكذلك جعلنا لكل نبي عدو شياطين الجن والإنس يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا) وقوله في سورة الناس : قل أعوذ برب الناس ، ملك الناس ، من شر الوسواس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس )

وكما قال تعالي فلاسلطان لهم علي عباده وانما سلطانهم علي من يوالونهم وتوجههم الشياطين الي الإفساد في الارض وسفك الدماء ونشر الشرور والآثام.
يمكن القول بأن الانس والجن يعيشون معا على الارض دون أن يشعر الانس بهم أو يسبب الانس متاعب لهم ولكن تعايشهم لايسلم أحيانا من أن يترك أثارا غير مرغوب فيها من قبل الانس مثل الحالات التي يطلق عليها : مس الجن . ويقال أن من علامات المس واحدة أو أكثر ممايلي: - الضيق في الصدر -. الشرود الذهني وكثرة النسيان. - كراهية للعمل ، للزوجة ، للمجتمع ، للدراسة. -خفقان مفاجئ وشديد في القلب. - ينتاب المريض أحيانا تنميل أو رعشة أو حركة غير ارادية - يسمع أصواتاً معروفة أو أصواتاً غريبة لا يسمعها مَنْ بجواره- يشم روائح غريبة وفي الغالب تكون كريهة لا يشمها من بجواره. - يشعر من بحرارة أو برودة شديدة في جسده خصوصا الأطراف-. يتميز عرق بعض من بهم مس برائحة غير طيبة وقد تكون رائحة كبريتية عفنه. -عصبية المزاج وسرعة الغضب.
الاأن أغلب ذلك يكون أيضا أعراضا لآمراض عضوية بمالايجعل له أية علاقة بالجن ومسه.

ثالثا : أرواح الموتي : هي أيضا كائنات لامرئية لاتأكل ولاتشرب ولاتتناسل ، وهي في أغلب المعتقدات تعيش في عالم خاص بها ربما يوجد بين السماء والأرض أطلق عليه في الدين الاسلامي اسم : عالم البرزخ ، وهي فيه في حالة انتظار ليوم تحاسب فيه على أعمالها في الحياة الدنيا. وقد ادعى بعض الناس امكانية استدعاء أرواح الموتي من ذلك العالم والتحدث معهم ثم اطلاقهم ليعودوا اليه ثانية. ورغم أنه لم يثبت على أي نحو وجود أي علاقة بين أرواح الموتي وعالم الأحياء، الاأننا نجد معتقدات لدى شعوب أفريقية وآسيوية تعطي أهمية بالغة لأرواح الاباء والأجداد وتقيم طقوسا خاصة أو تقدم قرابين لها لجلب رضاها وبركتها وتفادي سخطها . ومازالت قبائل في أفريقيا الاستوائية ، الوسطي والغربية،تدين بالديانة الأرواحية( نسبة الى الأرواح) . واذا كانت أرواح الموتي تعد في المعتقدات الدينية كائنات حية لامرئية مثل الملائكة والجن، الاأنه لايوجد تحديد لطبيعتها وجنسها وهل هي من نور مثل الملائكة أو من نار مثل الجن والشياطين أم من شيء آخر وقد سؤل النبي محمد عنها فأجاب القرآن الكريم عنه بأن :"الروح من أمر ربي". ومع ذلك يمكن القول اجتهادا باحتمال أن تكون مزيجا من النار والنور .يعتمد هذا الاجتهاد على أن الإنسان خلق – كماجاء في الكتب المقدسة للديانات التوحيدية – من صلصال من حمأ مسنون ، أي محمي عليه بالنارمثل الفخار والخزف وأن الله نفخ فيه من روحه فبث فيه الحياة .اذن هناك مادة الطين بعناصرها الفلزية(المعدنية) وهناك النار وهناك أيضا النور الالهي في كينونة الانسان الحي. وعندما يموت الانسان فانه يترك جسدا باردا فارقته الحرارة(النار) والحياة (النور) فتكون بذلك روح الانسان أونفسه مكونة من العنصرين المفارقين له بعد الموت وهما النور والنار.ووجود النور والنار في جسد الانسان الحي من شأنه أن يجذب اليه الكائنات اللامرئية المخلوقة من النور والنار . أي الملائكة والجن. لذا نجد تراثنا الدينى المؤيد بآيات من القرآن الكريم بأن الانسان يرافقه طول حياته ملاك يحسب عليه حركاته وسكناته وقرين من الجن لايفارقه من ذكوره أو من إناثه لايعرف سبب مرافقة أي منهما للانسان في حياته وعما اذا كانت مرافقتهم له تبدأ من مولده أم من بلوغه الحلم وبذلك يكون ثمة علاقة بين مرافقة الجن والغريزة الشبقية لدي الانسان وهي فكرة أثارت بالفعل خيالات القدماء.
في حالة النوم تخرج النفس ايضا من الجسد مفارفة له لكنها تظل علي اتصال به علي نحو ما وقد يستغل الفراغ قرين الجن فيملأ الفراغ لحين عودتها ويعوض الجسم عن النقص في الحرارة الناشئ عن خروج النفس ولعل هذا هو وظيفة القرين من الجن وحكمة ملازمته الانسان وبذلك تكون الأحلام التي يراها النائم صورا يستخرجها القرين من ذاكرة الانسان ويعيد تركيبها أو عمل مونتاج لها لتبدو كقصة ويضيف اليها من لدنه الحلقات الناقصة. الدليل علي شبه الوفاة في النوم نجده في قوله تعالي:" وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ماجرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضي أجل مسمي ثم اليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعلمون" ( الأنعام 61).
وقد يكون للملائكة دور يماثل دور الجن في الاحلام ولكنه يتميز بتصوير أحلام مريحة غير مرهقة للعقل أو الجسم ومخالفة لما تتسبب فيه الشياطين من أحلام مزعجة يستيقظ منها النائم وهو مضطرب فزع.
وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ وَالرُّؤْيَا ثَلاثَةٌ فَرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنَ اللَّهِ وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ ولا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ.وفي رواية عند ابن ماجة عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: إِنَّ الرُّؤْيَا ثَلاثٌ مِنْهَا أَهَاوِيلُ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ بِهَا ابْنَ آدَمَ وَمِنْهَا مَا يَهُمُّ بِهِ الرَّجُلُ فِي يَقَظَتِهِ فَيَرَاهُ فِي مَنَامِهِ وَمِنْهَا جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ قَالَ قُلْتُ لَهُ أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ أَلا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّه
وفي البخاري عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ يَقُولُ إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يُحِبُّهَا فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ اللَّهِ فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَلَيْهَا وَلْيُحَدِّثْ بِهَا وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ الشَّيْطَانِ فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا وَلا يَذْكُرْهَا لأَحَدٍ فَإِنَّهَا لا تَضُرُّهُ
روح الميت اذن ليست سوى انسان مادي تحول عن طبيعته المادية الي كائن لامرئي. وتنفطع صلة الانسان اللامرئي بجسده المدفون تحت التراب الاأن الطاقة المتولدة عن تعفن وتحلل الجسد بفعل البكتيريا وغيرها العاملة فيه تنجذب باستمرار وعبر زمن بعيد المدى نحو ذلك الكائن وتندمج فيه مرة أخري وتكسوه مثل كساء اللحم والشحم للعظام . ولعل التوصل الي هذه الفكرة هي التي دعت الهنود الحمر الي حرق موتاهم للتعجيل بهذه العملية حتي تكتمل لروح الميت وكيانه وقوته وحيويته في العالم الآخر. بينما وجدنا قدماء المصريين يتبنون اعتقادا مخالفا هو أن البعث يتم في نفس الجسد فاحتفظوا به سليما محنطا لتعود اليه الروح يوم البعث ولاتعاني من تجميع ذراته المتناثرة في التراب والمختلطة بذرات أجساد موتي أخرين.

أرواح الحيوانات والجن:
من الطبيعي هنا التساؤل عن الحيوانات وعما اذا كان لها نفس وروح مثل الانسان ؟. حيث تتشابه مع فسيولوجيا.بل وتنفعل أيضا ولها ذاكرة.يمكن القول بأن للحيوان نفس من النار تؤدي دور النفس والروح في الانسان معا ويحتوى النفس النارية جسد من طين شبيه بالذى خلق منه الانسان. ولكنها تختلف عن النفس الانسانية بأنها نفس مبرمجة ومسخرة بقدرة الله تعالي لاتملك خيرة في أمرها ، وانما تتصرف رفق ردود فعل عكسية أو مشروطة أو وفق ماتمليه غرائزها والبرمجة التي تشملها.عندما تنفصل نفس الحيوان عن جسده بسبب موته فإن تلك النفس تتبدد في الكون الفسيح ولاتظل متماسكة لأنها لن تبعث مرة أخرى أو تحاسب علي حياتها السابقة باعتبارها كانت فاقدة فيها الارادة الحرة، وهي شرط لازم للمحاسبة. ولتوفر الشرط لدي الانس والجن كانت محاسبتهم. وتنفس الحيوان لآنها من نار تجذب الجن اليها بل ربما أمكن القول بأن الجن ربما يجمعون أنفس الحيوانات المتبددة في الكون ويستغلونها علي نحو ما. ومن هنا انتشرت الافكار حول تجسد الجن في أشكال الحيوانات خاصة الحيات والثعابين التي توصف بأنها من ذوات الدم البارد لآن درجة حرارة اجسامها تتوافق مع درجة حرارة الجو وليست ثابته .ولعل ذلك مايجعل الجن يفضلها لو صحت الاساطير المتداولة إذا يمكن الجن أن يبث في أجسامها من حرارته في الجو البارد ممايزيد من حركتها .
أما السؤال الخاص بالجن فهو عما اذا كان له روح من نور الهي مثل الانسان طالما هو مسؤول مثله. لقد عرفنا من القرآن الكريم أن الله خلق الانسان من طين لازب وتركه حتي احترق ثم نفخ فيه من روحه فجعله كائنا حيا وأنه خلق قبل ذلك الجن من مارج نار.ومارج النار هو لسان لهب قوامه غالبا غازات مشتعلة . وهذه الغازات مثل حالة الشمس والنجوم الأخرى ينتج عنها الضوء. اذن فنار الجن لها نورها المنبثق منها والذي يعد جزءا لايتجزء منها وبالتالي لها روحها وعقلها المستمدان من نور نارها . ونورها علي هذا النحو يختلف عن نور الله الذي حدثنا عنه المولي عزوجل فقال :
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (النور 35) وهوما يمكن القول معه بأن الله كرم الانسان فخصه بهذا النور القدسي دون سواه من المخلوقات.

البعث والنشأة الثانية :
كان المصريون القدماء يؤمنون بعودة الروح الي الجسد يوم البعث توطئة لمحاسبتها في العالم الآخر . وكان تحنيطهم لأجساد موتاهم عملية الغرض منها تسهيل هذه العودة دون كثير من المشقة أو الالم للروح ناتجة عن جمع مكونات رفاته المشتتة في التراب. وكانوا يخزنون طعاما في المقابر لكي يجد الميت بعد عودة الحياة اليه مايأكله ويقويه على مواجهة حسابه باعتبار أن ذلك أفضل له من أن تتم محاسبته وهو منهك من الجوع والعطش.
ولايوجد خلاف في المعتقدات الدينية التي تقر بالبعث علي أن الإنسان سيحاسب بعد بعثه عن افعاله في الحياة الدنيا . الا أنه يوجد خلاف بين هذه المعتقدات وأحيانا بداخلها حول أمرين اثنين :
أولهما: هل البعث يتم بالروح والجسد أم بالروح فقط ؟.
ثانيهما: هل النعيم والجحيم حياة مادية أم حلمية تصورية ؟.
وكثيرا مايعزي غير المؤمنين عدم قبولهم للمعتقدات الدينية أو اعترافهم بها الي أن ماورد فيها عن البعث والنشور والحساب أمور لايستسيغها العقل.
بالنسبة للسؤالين سالفي الذكر سنجد أن الذين يتمسكون بظاهر النصوص ، وهم الغالبية، ينحازون الى الاحتمال الأول في كل من السؤالين ، أما الذين لايجدون حرجا في تأويل النص الديني بما تحتمله اللغة من معان للفظ فانهم لايرفضون الاحتمال الأول ولكنهم يضعون الاحتمال الثاني أيضا في الاعتبار، وعلي قدم المساواة مع الأول ، وعلى أساس أن
الاحتمال الثاني يعد الاقرب الي تقبل العقل البشري له ، وأن الله وحده هوالأعلم بالأصوب منهما. قد رأينا أن الهنود فهموا أن النشأة الأخري مختلفة عن ألاولي أذ يتم بعث الروح دون الجسد مع تجميع كل ماكان في الجسد من طاقة في الروح/النفس. بينما فهمها المصريون القدامي بأنها لاتختلف عن الأولى وقد تكون النظرة الهندية هي الأصوب.
عقلنة اللامعقول:
ولكن هل يمكن تحويل مايعتبرونه لامعقولا الي معقول ، أو بصيغة أخرى : عقلنة اللامعقول؟.
من الحقائق العلمية الحديثة(والقول بأنها علمية يعني ضمنا أنها مقبولة عقليا) أنه مثلما كان بالامكان تحويل المادة الى طاقة دائما، فإنه بالامكان أيضا تحويل الطاقة الي مادة في ظروف وتحت شروط خاصة . وفي هذه الحالة فإنه بقدرة الله سبحانه وتعالي يمكن جمع رفات الانسان المادية وتحويلها الي طاقة واعادة دمج روحه وجسده في كيان جديد هي النشأة الثانية له المختلفة عن الاولي في طبيعتها الجديدة التي تشبه الى حد ما طبيعة الملائكة والجن . وطالما سبق الإقرار بوجود الملائكة والجن وأرواح الموتي ككائنات حية أوموجودة لامادية ولامرأية لنا فما الذي يمنع من اعادة خلق البشر في صورة تعد هي الاخرى من غير المرئيات. هنا يكون القول بالبعث جسدا وروحا قولا صحيحا ولكنه جسد جديد لاتراه العين البشرية الحالية لوقدر لها أن تنظر اليه، ولو أنهافرضية مستحيلة، ولكن المبعوثون سيروا بعضهم البعض، كمايرون أيضا الملائكة والجن وكل ماكان لهم في حياتهم الدنيا غير مرئي بعيونهم المادية أوالفسيولوجيةالسابقة.
هذا بالنسبة للسؤال الأول، أما بالنسبة للسؤال الثاني فإنه ممايقبله العقل تماما قياس الحياة في النعيم والجحيم بمايحدث في الحياة الدنيا ، والذي ربما كانت حكمة حدوثه في الحياة الدنيا هو تقريب ماتعد به الأديان الي عقول الناس ، وأعني بذلك ظاهرة الأحلام التي حار فى أمرها الانسان من قديم الزمن ولايدري حتى الآن كيف تحدث ولم تحدث ويتخبط في تفسيرها بتكهنات تفتقر الي المصداقيةولاتسلم من النقد والنقض مهما حاول أصحابها الباسها ثوبا علميا. في الحلم يمكن أن يرى الانسان نفسه في جنة تجري من تحتها الانهار، وفيها أشجار تتدلي منها الثمار ، وأنه يأكل فيها كل ماتشتهيه نفسه . ويمكن أيضا أن يجد نفسه يضاجع امرأة يعرفها أولم يسبق له رؤيتها ، يمتعها ويتمتع بها ولكأنها حليلته أو معشوقته ،ويبلغ معها ذروة النشوة ، بينما لاوجود لها في الواقع ، وهومع ذلك لايدري عمااذا كان مايحدث له أومعه حقيقة أم منام. بالمقابل يمكن أن يرى النائم مناما مزعجا يصحو منه وهو يرتعد فرقا ورعبا وقد جف حلقه وخارت قواه ولايكاد يصدق في الوهلة الأولي أنه كان تحت وطأة كابوس مزعج. ويمكن قياسا علي ذلك أن يرى نفسه فى الجحيم كماوصفته الأديان وأنه يتعذب فعلاعذابا لايفترق عن العذاب الحقيقي في شيء.
اذن يمكن لمن استحق عند الله حياة النعيم أن يعيش هذا النعيم في هذه الصورة الحلمية الأبدية ودون أن يعد هذا الاحتمال المقبول عقليا فيه أي انتقاص من شأن جنة النعيم التي وعدت بها الأديان الصالحين من بني الانسان. ونفس الشيء يمكن قوله بالنسبة لمن يصالون الجحيم .
هنا لايمكن التذرع بعدم عقلانية ماجاء في المعتقدات الدينية حول البعث والحساب للامتناع عن الايمان والتصديق بها.


ولكن ..ماأهمية هذا كله ؟
هل هي محاولة لتديين غير المتدينين.؟ .لاأنفي هذا الاحتمال ، ولكن ليس هذا هو كل مافي الأمر.. إن هذا النعيم المقيم الموعود به الانسان الطيب أوالخير بعد الموت ، يمكن للآنسان الخير أن يعيشه في الدنيا والآخرة معا . بل أزعم هنا بأن له كل الحق في ذلك . بل أن تمكين كل انسان علي وجه الأرض من التمتع بهذا النعيم فيها هو المعيار الوحيد لمقياس مدى خيرية سكان الأرض. أما حرمان معظم الناس منه أو محاولة احتكار أقلية له بدعوى ندرة الموارد أوأية دعاوي أخري فانه يعد دليلا علي انتشار الشر في العالم.
إن خيرية الانسان تتطلب منه أن يعيش وأن يترك غيره يعيش مثله . ولكن الذي يحدث في العالم حاليا غير ذلك. في كل مكان نجد الفقر والتشرد والظلم وانتهاك الحرمات والقتل والتدمير والفساد . إن الانسان ، وبهذه الصفة وحدها بصرف النظر عن جنسه ولونه ودينه، يحق له أن يعيش على هذه الأرض حياة كريمة آمنة ،لايخالطها ظلم أو قهر أوقمع أو ارهاب أو طغيان أوحرمان ، ميسر فيها له التمتع بما أحله الله له من طيبات . هذه هي حقوق الانسان التي يجب عليه احترامها وحمايتها والمحافظة عليها والنضال من أجلها ضد كل من يحاول اغتصابها أو انتهاكها.

فوزي منصور
EEEe-mail
: fawzym2@gmail.com


















































































































































No comments: