Thursday, August 4, 2011

تعمير ساحل غرب أفريقيا وشما ل الصحراء

تعتمد فكرة هذا المشروع وهو من مشروعات تنمية شمال القارة الأفريقية وأعادة توزيع السكان فيها ، على حفر قناة لنقل المياه العذبة من المناطق شبه الإستوائية في سواحل غرب أفريقيا الى المناطق الساحلية الصحراوية في شمال أفريقيا لزراعتها ولاقامة مجتمعات عمرانية فيها ،و يبلغ طول القناة أكثر من 8000 كيلومتر أي أطول من نهر النيل .ولذا قد تكون أطول قناة في العالم أجمع. تبدأ من غرب ساحل وتنتهي في شمال غرب الصحراء المصرية عند منخفض القطارة. و هذه القناة الطويلة بنقل جزء من مياه أنهار المنطقة الاستوائية ،الموسمية الجريان و التي تصب في المحيط الأطلسي في دول : ساحل العاج و ليبريا وسيراليون وغينيا كوناكري وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال إلى غرب وشمال الصحراء الكبرى للاستفادة بها في تنمية وتعمير المناطق الصحراوية في كل من : موريتانيا و جنوب المغرب و الجزائر وتونس وليبيا ومصر.

ومعظم هذه اﻷنهار فيما عدا نهر السنغال والتي يبلغ عددها حوالي 17 نهرا متوسطة الطول نسبيا بخلاف أنهار قصيرة أخرى عديدة لا تستغل حاليا مياهها في الزراعة، وإنما تذهب إلى المحيط دون الاستفادة منها، وسيتم في هذا المشروع الاستفادة من نهرين منها في ساحل العاج وخمسة أنهار في ليبريا وخمسة مماثلة لها في سيراليون وثلاثة في غينيا واثنان في غينيا بيساو وكلها موسمية قصيرة وسريعة الجريان، بالإضافة إلى نهري جامبيا والسنغال.

. ويستهدف المشروع زيادة المحاصيل الزراعية وتأمين المواد الغذائية محليا لشعوب تلك الدول وتحسين ظروفها المعيشية واكتشاف إمكانيات التعدين و التصنيع والإفادة من المواد الخام المحلية، وتأمين فرص عمل كافية ومستمرة للأجيال الشابة، والتخلص من البطالة والفقر ، فضلا عن تخزين المياه للاستفادة بها خلال شهور الجفاف التي لا يتساقط فيها المطر.

ويمتد موسم سقوط الأمطار في ساحل غرب أفريقيا ما بين شهري مايو وديسمبر والشهور الباقية في السنة من يناير حتى ابريل شهور جفاف تهب فيها على كامل المنطقة رياح هارماتان الساخنة ، القادمة من الصحراء الكبرى الأفريقية ،والمحملة بالأتربة.

وهو ما يعني أن المياه الواردة من القناة ستشح في موسم الجفاف إلا أنه من المحتمل أن يكفي المخزون منها سد احتياجات الزراعة والصناعة وسد وسكان المستوطنات التي سيتم إقامتها حول القناة .وسيتم الاعتماد في تدبير مياه الشرب للسكان على المياه الجوفية، وهي متوفرة في العديد من المناطق الصحراوية في الشمال ومنها ما هو قريب من سطح الأرض ، وستسهم القناة في تعويض ما يستهلك منها .

ويتطلب مشروع القناة إقامة سدود على كل من هذه الأنهار تخزن قدرا من المياه خلفها ، وتتزود منها القناة بالمياه التي ستنقلها إلى الشمال ، بينما يتم تصرف فائض المياه في مجرى النهر المتجه نحو مصبه المعتاد ، و توليد الكهرباء منها قدر المستطاع خاصة في موسم المطر
.ولن تؤثر كثيرا الحصة التي سيتم نقلها من مياه تلك الأنهار على البيئة البحرية عند مصباتها حيث سيكون هناك فائض باستمرار يأخذ طريقه إلى المحيط. كما ستصب في القناة أيضا مجاري السيول في الصحراء سواء في موريتانيا أو جنوب المغرب..
.
ويمكن في الأراضي الصحراوية في الشمال زراعة العديد من المحاصيل مثل : القطن قصير التيلة والفول السوداني والذرة والدخن والشعير والأرز وقصب السكر والبطاطا والكاسافا ونبات الجويا الذي تستعمل زيوته في تحسين جودة شحوم المحركات ويمكن استخدامه أيضا كوقود أو إدخاله في صناعة مستحضرات التجميل. وذلك إلى جانب تربية الماشية والأغنام والماعز والدواجن.

مسار القناة:
تسير القناة على الهضبة الأفريقية ابتداء من غرب ساحل العاج ومرورا بليبيريا وسيراليون وغينيا كوناكري وغينيا بيساو وجامبيا والسنغال وموريتانيا وجنوب المغرب وتبلغ المسافة حوالي 4000 كيلومتر حتى دخول القناة في واد درعه جنوب جبال الأطلس الصغير بالمغرب قبل مصبه في المحيط الأطلسي بين مدينتي جولميم و طانطان حيث تصب في مجراه شبه الجاف و تتجه فيه شرقا إلى زاكورة قبل أن تنفصل عنه عندها وتكمل مسيرتها شرقا حتى نهايتها والتي تبلغ حوالي 8000 كيلومتر أخرى، فتمر بجنوب كل من شط ملغير بالجزائر و شط الحريد بتونس ثم إلى شمال ليبيا بمحاذاة ساحل البحر الأبيض المتوسط (خليج سرت )إلى جنوب بني غازي وأجدابيا والجبل الأخضر وواحة جغبوب في إقليم برقة الليبي ، ثم الصحراء الغربية المصرية جنوب واحة سيوه، ومنها إلى الواحات البحرية فتلتقي عندها بالقناة الملاحية القادمة من السودان و حيث تصبان معا الفائض من مياههما في منخفض القطارة شمال غرب الصحراء الغربية المصرية لتوليد الطاقة الكهربائية الهيدروليكية من ذلك . وستكون هذه القناة صالحة للملاحة النهرية طول العام في المسافة من السنغال حتى منخفض القطارة في مصر، أي حوالي 8000 كيلومتر أخرى.
وستتخذ القناة مسارها فوق الهضاب الغربية بساحل العاج بدء بمنسوب في حدود 400 متر فوق سطح البحر في شمال غرب ساحل والعاج وشمال شرق ليبريا، ثم تتجه إلى المناطق المنخفضة على حافة الهضبة في ليبريا وسيراليون وغينيا وكناكري وغينيا بيساو على منسوب 350 متر فوق سطح البحر، ثم تهبط تدريجيا إلى سهول السنغال لكي تغادرها وهي على منسوب في حدود 300 متر فوق سطح البحر في اتجاه موريتانيا. وتصل الصحراء جنوب المغرب على ارتفاع 250 متر فوق سطح البحر أو أقل بالقرب من الحمادات وعند مصبها في واد درعه ولحين انفصالها عن نهر درعه عند زاكوره واتجاهها بعد ذلك شرقا إلى مصر في نفس المستوى تقريبا أو أقل فليلا.

وحيث ترتفع الهضبة الأفريقية من جنوب ليبريا في اتجاه الشمال ونصل ذروة ارتفاعها في سيراليون وغينيا كوناكري متخذة شكل قوس قبل أن تبدأ في الانحدار في اتجاه السنغال، وتتجه الانحدارات أيضا من الشرق نحو الغرب تجاه ساحل المحيط والسهل الساحلي به والذي يتسع ويضيق حسب امتداد الارتفاعات في اتجاهه وحتى يكاد يختفي تماما في شمال سيراليون حيث تطل المرتفعات مباشرة على مياه المحيط..
ويزيد التضاريس تعقيدا حفر هذه الأنهار مجار عميقة لها في الهضبة و اعتراض ألسنة من المرتفعات الصخرية مجرى القناة ممتدة من الهضبة في غرب سيراليون وبالقرب من الحدود بين غينيا وغينيا بيساو فإن القناة ستضطر في هذه المنطقة إلى أن تكون بجوار مياه المحيط وربما مطلة عليه مباشرة ، ولهذا ،فإن هذه التضاريس المعقدة ستحول دون استقامة مسار القناة المزمع حفرها فتتعرج للمحافظة على منسوب ارتفاعها ومتطلبات تدفقها من الجنوب إلى الشمال. وقد تأخذ شكل أنفاق أيضا داخل ما قد يعترضها من مرتفعات ولا تستطيع تفاديها أو الالتفاف حولها. وبسبب كثرة الأنهار فإن الإنشاءات المدنية المتمثلة في أقامة سدود غرب مسار القناة فوق الهضاب الجنوبية ستكون أيضا كثيرة ومكلفة.و لا تقتصر فائدة هذه السدود على تحويل مياه النهر الى القناة وإنما تسمح بإطلاق فائض المياه الناتجة عن الأمطار الاستوائية الغزيرة نحو المحيط تفاديا لإحداث الفيضانات في المنطقة ولكي يتم المحافظة على البيئة البحرية والثروة السمكية فيها، وأيضا لتوليد قدر من الطاقة الكهربائية الهيدروليكية لسد الاحتياجات المحلية منها .و سيترتب عن معظم هذه السدود تكون بحيرات عذبة خلفها، تزيد من القدرة على تخزين المياه خلال موسم المطر للاستفادة منها في موسم الجفاف.. وقد تساعد تلك السدود على الحد من امتداد غابات المنجروف داخل الشريط الساحلي عند مصبات الأنهار وزراعتها بالأرز وقصب السكر أو الجوت وبأشجار جوز الهند . .

وستساعد القناة الدول التي تمر بها و الدول شمال الساحل في زراعة محاصيل أضافية في موسم الجفاف سواء على الهضاب التي ستبدأ القناة مسارها عليها أو في السهول الساحلية المتاخمة للهضبة فيما ما بين القناة والمحيط الأطلسي والتي يتسع نطاقها في موريتانيا والصحراء جنوب المغرب.

وتنتهي القناة الجديدة في مرحلتها الأولى عند واد درعة وهو نهر عرضي طوله 1200 كيلومتر ينبع من شرق جبال الأطلس الكبير من على ارتفاع 1627 متر، وحجم صبيبه قرب المنبع 24 متر مكعب في الثانية ولكنه يجري قرب المصب في مجرى بأرض منبسطة فلا يكاد يصل المصب من مائه شيئا تقريبا ، حيث تضيع المياه إما بالتسرب إلى عبر الرمال إلى باطن الأرض أو تتعرض للبخر الناتج عن شدة حرارة المنطقة.قيجف النهر وتتبقي مياه في الخمسين كيلومتر الأخيرة منه فقط ،وقد يكون سبب جفاف المجرى الأدنى ناتجا عن تراكم رواسب النهر فيه وارتفاع منسوب الأرض بما يحول دون تدفق المياه القليلة جهة المصب . ومعدل تساقطات الأمطار في المنطقة لا يزيد عن 65 مم في السنة وهي غير منتظمة ،ويمكن أن يتحول نهر درعة إلى خزان مائي كبير عندما تصب فيه القناة الجديدة. و يمتد هذا الخزان من مدينة طنطان على ساحل المحيط إلى أكثر من 100 كيلومتر شرقا في اتجاه زاجورا ويسمح بزيادة مساحة واحات نخيل التمر وزراعة بعض الخضروات ونبات الفاغيا (الحنة ) المشهورة به المنطقة..وفي درعه الأوسط فيما بين ورزازات وزاجورة توجد ست واحات للنخيل المثمر و هي من الشمال إلى الجنوب : مزكيطة، تنزولين،ترناتة، فزواطة، اكتاوة و محاميد الغزلان. وتمتد لمساقة 200 كيلومتر.

وستنحصر الزراعات في الأراضي الصحراوية في الشمال على محاصيل المناطق الحارة مثل القطن قصير التيلة والفول السوداني والذرة والدخن والشعير والأرز وقصب السكر والبطاطا والكاسافا ونبات الجوبا الذي تستعمل زيوته في تحسين جودة شحوم المحركات وكذلك بعض التوابل والأعشاب والنباتات الطبية.

الحاجة إلى اتفاقية دولية :
وسيتطلب تنفيذ هذا المشروع عقد اتفاقية إقليمية بين الدول التي ستمر القناة في أراضيها أو تستفيد منها أو لها حقوق في مياه الأنهار التي ستنقلها القناة سواء كدول منابع أو عبور. و يتم بموجبها تنفيذ المشروع لتقاسم المياه وإقامة تنمية مشتركة لصالح شعوبها، وتحديد حقوق وامتيازات الشركة المنفذة وحقوق مساهميها ، وحقوق ساكني المستوطنات الجديدة من غير من يحملون جنسية الدولة التي يقيمون فيها في التمتع بنفس حقوق مواطنيها وفي حمل جنسيتها ،وكذلك استقلالية تلك المستوطنات بالنسبة لأدارتها المحلية. وهذه الدول من الغرب إلى الشرق هي : ساحل العاج وليبريا وسيراليون وغينيا كوناكري وغينيا بيساو ومالي (لحقوقها في نهرالسنغال) وجامبيا والسنغال وموريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر.

معلومات عن الدول التي ستمر القناة في أراضيها :

ساحل العاج:
تبدأ القناة من شمال غرب ساحل العاج من نهر ساسندرا ، ثم تمتد غربا نحو الحدود الغربية مع ليبريا التي يحددها نهر كيفالي عند منسوب في حدود 450 متر فوق سطح البحر، ثم تتجه غربا فوق الهضبة الوسطي بليبيريا ومنها إلى سيراليون .
يبلغ طول الشريط الساحلي لساحل العاج 515 كيلومتر.رتفع أراضي جمهورية ساحل العاج بشكل تدريجي من المحيط الأطلسي لتصل إلى ارتفاع 395م فوق سطح البحر ويتكون السطح من هضبة جبلية كتلية (1000ـ1650م) في الشمال الغربي، تتحول في الوسط إلى هضبة بنائية عالية (500ـ600م)، ثم تصبح سهلية مستوية في الجنوب (100ـ200م)،يبلغ معدل سقوط الأمطار سنويا فيها ما بين 150-250سم
تنساب الأنهار الطبيعية في جمهورية ساحل العاج نحو الجنوب، وهذه الأنهار هي من الشرق للغرب: نهر كومويه ونهر بانداما، ونهر ساسندرا، وتيركالي الذي يقع على الحدود الغربية بين ساحل العاج وليبيريا. وُيعد نهر بانداما الذي يبلغ طوله 800 كم من أطول الأنهار في ساحل العاج. ولوجود الشلالات والمنحدرات لا تزيد المسافة الصالحة للملاحة في كل نهر على 65 كم. ، وهي أنهار متوسطة الطول جيدة الغزارة (200ـ450م3/ثا)، ونظام جريانها مداري في الشمال، ويتحول إلى استوائي منتظم الجريان والغزارة. يقع ساحل العاج في أحضان القاعدة الإفريقية المتبلورة المكونة من الغرانيت والديوريت والكوارتزيت والسينيت والشيست والصخور البركانية كالبازلت والغابرو وقليل من الصخور الرسوبية كالكلس والدولوميت والحجر الرملي، وفي الأودية النهرية تكثر اللحقيات الطينية الرملية والحصوية.
ليبريا :
وتكون الأرض في ليبريا من سهول ساحلية يتراوح عرضها ما بين عشرين إلى ثمانين كيلومتر ، يبلغ طول الشريط الساحلي 579 كيلومتر ، وتغطي غابات المانجروف أجزاء كبيرة من السهل الساحلي الضيق والمليء بالمستنقعات . ويلي السهل الساحلي من الشرق هضبة غير مستوية متوسطة الارتفاع،تتخللها بعض التلال ويزيد ارتفاعها عن 200مترفوق سطح البحر ، وتليها هضبة جبلية أعلى منها تتضمن جبالا ويزيد ارتفاع هذه الهضبة عن 400متر فوق سطح البحر . وتسود الغابات الدائمة الخضرة في المناطق المرتفعة من الهضبة، حيث توجد أشجار الماهوغني والأخشاب الصلبة. و في الوقت الذي تتجه فيه الأرض إلى الارتفاع كلما اتجهنا شرقا، فإنها تتجه أيضا إلى الارتفاع التدريجي نحو الشمال لكي تندمج في جبال فوتاجالون في غينيا كناكري. وتشق الهضبة الليبيرية عدة أنهار قصيرة تتجه نحو الساحل وتتناثر في السهل الساحلي المرتفعات الرملية المترسبة من الأنهار الكثيرة التي تصب في المحيط والتي يعد من أهمها من الجنوب إلى الشمال أنهار :كيفالا الذي يفصلها عن ساحل العاج ويعد أطول أنهارها و نون وسيستوس وسان جون وسان بول ولوفا وجبيا ومانو الفاصل بينها وبين سيراليون. وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية المروية 30 كيلومتر مربع. وتزرعها شركات أجنبية بالمطاط والبن والكاكاو ونخيل الزيت. ويلاحظ هنا بأن الأنهار قطعت الهضبة وجعلت السهول الساحلية تمتد على هيئة ألسنة بداخلها تنمو فيها أشجار المنجروف.
سيراليون :
تنتقل القناة بعد ذلك إلى سيراليون مع إنقاص الارتفاع عن سطح البحر تدريحيا إلى أقل من 400 متر الذي كانت عليه في ليبريا.
وتتكون الأرض في سيراليون من شريط ساحلي يبلغ طوله 402 كم، وتغطي المستنقعات معظمه وتمتد نحو 23 كم داخل السهل الساحلي وتصب فيه أنهار موا وسيوه وجونج وروكيل ونهران آخران و يتسع في شمال سيراليون ليبلغ عرضه 160، ويبدأ السهل الساحلي في الارتفاع التدريجي حتى يلتحم بالهضاب والجبال المنتشرة في شمال شرقي البلاد والتي تغطي أكثر من نصف مساحة سيراليون ، ويزيد ارتفاع الجبال في هذا الإقليم على 1800متر ، خاصة في المناطق المتاخمة للحدود الشرقية مع غينيا . تتميّز سيراليون بمناخ مداري ممطر. وتقتصر فترة الجفاف على شهري يناير وفبراير في المناطق الجنوبية، وعلى الفترة ما بين ديسمبر ومارس في المناطق الشمالية.
وتغطي أكثر من نصف مساحة سيراليون طبقة من الرمل الخشن توفر تربة جيدة لنمو الحشائش القصيرة وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية حوالي 300كم مربع تشكل حوالي 8 في المائة من مساحة سيراليون. ويصل معدل الأمطار على الساحل إلى 495 سم في السنة .

غينيا كوناكري :

يبلغ طول ساحلها على المحيط الأطلسي 310 كيلومتر وتصب فيه أنهاتنكيسو وكونكوري وكوجون وكلها قصيرة وتنبع من هضبة فوتاجالون. وتبلغ مساحة الأراضي المستغلة في الزراعة المروية حوالي 5 في المائة من مساحة الدولة وهو ما يعادل 950كم مربع طبقا لتقديرات 2003وتتراوح درجات الحرارة في غينيا السفلى على امتداد الساحل، مابين 23 و 29°م. وتحظى غينيا السفلى بحوالي 280سم من الأمطار كل عام. وتُعتبر منطقة فوتا جالون أبرد من الساحل وتتراوح كمية الأمطار بها مابين 150 و250سم سنويًا. سُجِّلت أيضًا اختلافات كبيرة في درجات الحرارة في غينيا العليا والمنطقة المرتفعة بالمقارنة بالمناطق الساحلية. تحصل منطقة غينيا العليا على كمية من الأمطار أقل من أي منطقة أخرى في البلاد.تتضمن مرتفعات غينيا أعلى قمة في البلاد وهي جبل نيمبا. الذي يرتفع 1,752م فوق مستوى سطح البحر. وينبع منها أنهار: النيجر والسنغال وجامبيا. وتنمو أشجار المانجروف في السهل الساحلي عند مصاب الأنهار .وتشمل الحياة الفطرية في غينيا حيوانات الظبي والجاموس والفيَلَة وفرس النهر والنمر الأرقط والأسود والقرود والثعابين السامة. يعمل حوالى 80% من شعب غينيا بالزراعة، حيث ينتجون الموز والمينهوت والبن والذرة والفول السوداني والأناناس والأرز والبطاطا الحلوة ومحاصيل أخرى. كما يشتغل المزارعون في السهول والمرتفعات بتربية الماشية. ويعمل بالتعدين والصناعة والبناء حوالى 10% من إجمالي العمال في غينيا. وتقوم المصانع بتصنيع منتجات الأغذية والغزل والنسيج. ويمثل خام البوكسيت والألومنيوم، الصادرات الرئيسية حيث يسهمان بأكثر من 95% من قيمة صادرات غينيا. كما تصدر غينيا أيضًا السلع الزراعية، مثل الموز والبن ومنتجات النخيل والأناناس. أما الواردات الرئيسية، فتشمل مواد البناء والغذاء والآلات ومنتجات النفط ومعدات النقل والسلع الاستهلاكية.

غينيا بيساو:
يبلغ طول شريطها الساحلي 350 كيلومتر والساحل منخفض تغطيه الغابات الاستوائية ويتجه إلى الارتفاع نحو الشرق. حيث ترتفع الأرض إلى أعلى مستوي في الشمال الشرقي فتصل فيه إلى 300 متر فوق سطح البحر. تغطي المروج والمراعي حوالي نصف مساحة الأرض بينما تكسو الغابات والأحراش حوالي ثلثها. وتهطل الأمطار الموسمية مصحوبة برياح جنوبية غربية ما بين شهري يونيو ونوفمبر وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية المروية 250 كم مربع. وتخترق البلادَ العديدُ من الأنهار القصيرة.

غامبيا :
هي أصغر دول غرب أفريقيا وتحيطها السنغال من كل جانب، ويخترقها نهر غامبيا الذي يصب في المحيط الأطلسي وتم تحديد حدودها بحيث تمتد 10 كيلومترات على جانبي نهر غامبيا التي تكسوها الغابات . . أعرض نقطه في البلد لا تتعدى 48 كم, والمساحة الكلية للبلد 11,300 كم2. 1,300 كم2 من مساحة البلد مغطاة بالماء. تمتد أراضي غامبيا على هيئة لسان ارضي، نشأ بفعل فيضانات نهر غامبيا الذي يعبرها طولاً، يمتد هذا اللسان بطول 300كم، ولا يزيد أقصى عرض له عن 50كم.
ونهر غامبيا يمتد لمسافة قدرها 1,130 كم(700 ميل) من منبعة في هضبة فوتا جالون الواقعة في شمال غرب غينيا ,حتى يصب مجرى النهر في المحيط الاطلسي عند مدينة بانجول, عاصمة غامبيا.و من هضبة فوتا جالون يجري النهر شمالاً إلى محاقظة "تومباكوندا" السنغالية حيث تشق محمية نيوكولو كوبا الوطنية حتى تدخل المياه حدود غامبيا عند قرية صغيرة اسمها فاتوتو. من هذه النقطة, يسير النهر غرباً في شكل متعوج حتى يصب في المحيط الأطلسي ، وبعد حوالي 100 م يبدأ النهر في الاتساع, لتصل المسافة بين الضفتين إلى 10 كم. وتمتد المستنقعات التي تنتشر بها الشجيرات الاستوائية على طول ضفاف النهر بدءًا من الساحل باتجاه وسط غامبيا، وخلف هذه المستنقعات تقع مناطق تتصلب أراضيها في مواسم الجفاف، بينما تتحول إلى مستنقعات خلال موسم الأمطار. تتجمع المياه المالحة الناجمة عن المد والجزر بالقرب من الساحل، وتختلط مع المياه التي تحملها فيضانات نهر غامبيا، وتقضي هذه المياه المالحة التي يطلق عليها اسم بانتو فارو على التربة، وتمتد خلفها سهول رملية، على جانبي النهر باتجاه أراضي السنغال، وتغمر مياه النهر بعض المناطق الداخلية خلال موسم الأمطار والتي تستغل في زراعة الأرز. مناخ غامبيا مداري بصفة عامة، فهو حار رطب مطير من يونيو إلى نوفمبر، وبارد جاف من نوفمبر إلى مايو.
وتقطع القناة المزمع إقامتها نهر غامبيا عند أو قبيل دخوله أراضي غامبيا من السنغال.

السنغال :
تقع السنغال عند خط عرض 14 درجة شمال خط الاستواء وهي عبارة عن أرض سهلية في وسط البلاد وغربها على الساحل تتخللها بعض التلال والبحيرات وترتفع قليلا في الجنوب الشرقي ويبلغ أقصى ارتفاع للبلاد فيها حوالي 581 وتوجد بعض الجبال في المنتصف وفي الجنوب الشرقي مع حدود البلاد مع غينيا وفي الشرق في حدود البلاد مع دولة مالي، و يشكل نهر السنغال الحدود الشمالية للبلاد مع موريتانيا. من أهم أنهارها الأخرى نهر غامبيا السابق ذكره والذي تنتشر روافده في السنغال ونهر كازامانس إلى الجنوب منه بالإضافة إلى مجاري سيول تنقل الأمطار التي تسقط على المناطق الجبلية الشرقية نهر السنغال في الشمال على هيئة شبكة واسعة تتخلل بعضها بحيرات. وتبلغ مساحة السنغال 196190 كم2، 4190 كم2 منها ماء. كما يمتد ساحل السنغال لمسافة 499كم على طول المحيط الأطلسي. وهو ساحل تكثر فيه الشواطئ الرملية، في و ترتفع الكثبان الرملية في شماله. وتتساقط عليها الأمطار من قرب نهاية شهر مايو إلى أوائل شهر نوفمبر. و فصل جاف يمتد باقي شهور السنة. وتهطل أكبر كمية من الأمطار في إقليم كازامانس تتراوح بين 150، 180سم في السنة. وتقل كمية الأمطار تدريجيًا كلما اتجهنا نحو الشمال، حتى يصل المعدل السنوي للأمطار قرب نهر السنغال إلى أقل من 5
سم. أما درجات الحرارة، فالمتوسط السنوي قرب الساحل حوالي 22°م. ويزداد في الداخل إلى نحو 29°م. وتتعرض السنغال لفيضانات موسمية خلال موسم المطر كما قد تتعرض إلى الجفاف أيضا وشحة المطر في بعض السنوات.وتتكون المنتجات الزراعية في السنغال من : الفول السوداني، والدخن، والذرة، والذرة الرفيعة، والأرز، والقطن، والطماطم، والخضروات، والمواشي، والدواجن ، والأسماك.و توجـــد الغابات في جنوبي الســـنغال في منطــــقة كازامانس، وكلما اتجهنا نحو الشمال يقل الغطاء النباتي. وفي الجنوب الشرقي توجد في تلك الغابات بقايا نجد حيوانات بريةمثل التيتل والتماسيح والشمبانزي والأفيال التي توشك على الانقراض بسبب الصيد الجائر لها
موريتانيا :
يمتد ساحل موريتانيا على المحيط الأطلسي 754 كم وهي سواحل مستقيمة قليلة التعرجات . وتنقسم أراضي موريتانيا إلى قسمين : السهول الساحلية الصحراوية المطلة على المحيط والتي تتصل بها مستنقعات مالحة متصلة بالمحيط ، والهضبة شرقها التي تتخللها بعض النتوءات الصخرية أو التلال قليلة الارتفاع وتتراوح ارتفاعات الهضبة ما بين 200 إلى 400 متر فوق سطح البحر ويزداد الارتفاع فيها في اتجاه الشرق والجنوب الشرقي ،ويصل الارتفاع إلى 950 مترا في ولاية تيرس زمور وفي مرتفعات أشنف وفي ولاية تكانت.وتوجد أدنى الارتفاعات: تنحدِر في سِبخة ندرهمشا والتي تقع تحت مستوى سطح البحر بثلاثة أمتار.. ولا تستغل سوى 2 بالمائة من الأراضي الموريتانية في الزراعة وتتركز في الجنوب على شاطئ نهر السنغال. تعتبر أراضي هذه المنطقة من أخصب أراضى موريتانيا. ويوفِّر نهر السنغال، من الأراضي الموريتانيّة، واديَين، يَفيضان بالمياه، خلال موسِم المطر، وهما: الوادي الأبيض، والوادي الأخضر. ويمتد على الضفّة اليُمنى لنهر السنغال، سَهلٌ فَسيح، تغمره مياه الفيَضان، خلال فصل الصيف، وهو سهل شمامة، الذي يُعتبَر أكثر مناطق موريتانيا، خصوبةً، وقابليّةً للاستثمار الزراعي. وتنتشِر الواحات، في القسم الجنوبيّ، والغربيّ، من موريتانيا، وبخاصةً في سهل شمامة الخِصب. بينما تسيطر الصحاري الجرداء على باقي مساحة الدولة. و تسقط الأمطار بشكل غير منتظم وتصل إلى معدل سنوي قدره خمسمائة ملليمتر في السنة تقريبا ويزيد معدل المطر السنوي في الجنوب الشرقي ليصل إلى حوالي ستمائة ملليمتر في السنة. بينما يكون معدل المطر في الشمال ما بين300-400 ملم في السنة وهي عموما ذات مناخ مداري حار ممطر صيفاً دافئ جاف شتاء

الصحراء جنوب المغرب:

وتشمل إقليمي الساقية الحمراء ووادي الذهب وتبلغ مساحتها 266000كم مربع وهي موضوع نزاع الصحراء الحالي بين المغرب وجبهة البوليزاريو، ومن المتوقع في حالة تنفيذ المشروع أن يتم وضع حد نهائي لهذا النزاع المستمر من عام 1975 حتى الآن وأن تقبل البوليزاريو العرض المغرب بتمتيع سكان المنطقة بحكم ذاتي.
كما تشمل أيضا الصحراء المغربية فيما بين شمال الساقية الحمراء ووادي الذهب وجنوب جبال الأطلس في اتجاه مدينة أغادير الساحلية كما تمتد شرقا في اتجاه إقليم تافيلالت جنوب شرق المغرب ، وهي إقليم جاف أجرد يغطيه الحصى و الرمال و الفتات الصخرية و الواحات المتناثرة ،و مناطق صحراوية جافة قليلة المطر ويعتمد السكان على مياه الآبار ورعي الإبل..ويتوقع أن تكون غنية بالثروات المعدنية والبترول والغاز.وتنتشر الحمادات فوق مساحة شاسعة في الصحراء المغربية.وهي عبارة عن هضاب صحراوية ذات ارتفاعات متوسطة وتتكون في معظمها من الإرسابات الكلسية ويعلو سطحها أحيانا الحصى والحجارة نتيجة عوامل التعرية التي أدت إلى تفكك الجزء الأعلى من طبقاتها الصخرية.وهي تشرف على السهول والمنخفضات المجاورة لها بواسطة حافات قوية الانحدار.ومن أهم الحمادات درعة والكعدة وكير وكمكم .أما السهول فتتميز تضاريسها بالانبساط وقلة الارتفاع,وتشمل السهول والمنخفضات والأحواض الصحراوية.ومن أهم السهول في الصحراء المغربية سهل الركيبات الذي يشغل مساحة شاسعة وهو عبارة عن سهل نحاتي تكون من صخور قديمة متحولة صلبة ومن الجرانيت.ولا يتجاوز ارتفاعه في الغالب 200 متر وتوجد في جهاته الشمالية والشمالية الشرقية نبوءات من الجرانيت وأعراف كوارتزية. وتقع السهول والمنخفضات في الغرب في الشريط الساحلي بين الحمادات شرقه والمحيط ،وفي الشمال بين الحمادات العرضية جنوبه وجبال الأطلس الصغير شماله..

الجزائـــر:
يبلغ عرض الصحراء الجزائرية التي ستمر فيها القناة حوالي 2400 كيلومتر منها 1644 كلم تقابل ساحلها على البحر الأبيض المتوسط وحوالي 800 كيلومتر حدودها مع جنوب المغرب وستأخذ القناة طريقها شرقا جنوب جبال الأطلس وشمال منخفض الجوف وفي اتجاه خط واحات الجزائر الصحراوية يما في ذلك منطقتي شط ملغير في الجزائر وشط الجريد بالجزائر لكي تزود مناطق التعمير الجديدة فيهما بالماء العذب للأغراض الصناعية والزراعية ، وهي المناطق التي سيتم فيها تنفيذ المشروع الخاص توصيل الشطوط بالبحر الأبيض المتوسط شرق تونس عند قابس.
وتقع الواحات في شمال الجنوب الجزائري في ورقلة ، غارداية ، بسكرة ، الوادي،بشار وادرار وحاسي مسعود وتتوفر على تروة مائية جوفية بالإضافة إلى البترول والغاز كما يتركز فيها انتاج التمور بأنواعها المختلفة.
تبلغ تساقطات الأمتار في الصحراء خلف الأطلس الصحراوي اقل من200مم في السنة

تونس:
تمر القناة جنوب شط الجريد وهي منطقة صحراوية توجد فيها واحات في مناطق تتوفر فيها المياه الجوفية والتي تتفجر أحيانا على هيئة ينابيع .والمناخ في هذه المنطقة حار وجاف في الصيف وبارد في و تقل فيه الأمطار عن 200 مم سنويا. وتنقسم منطقة جنوب تونس اداريا ولايات : قفصة، توزر، قبلي. تنقسم كل ولاية إلى معتمديات، وهي التي تنقسم بدورها إلى عمادات.

ليبيا:
يبلغ طول الساحل الليبي المطل على البحر الأبيض المتوسط 1,850 كيلومتر، تشكل الصحارى القسم الأكبر من الأراضي الليبية، والأراضي عبارة عن هضبة هي امتداد للهضبة الأفريقية، وعن سهل ساحلي يمتد على طول البحر المتوسط. فيها واحات كثيرة، وأهم جبالها الجبل الأخضر على المتوسط في الشمال الشرقي، جبل نفوسة في الشمال الغربي. تنحصر السهول بموازاة الساحل المتوسطي تضيق في الشرق وتتسع في الوسط. وهي قاحلة متموجه.و-يتأثر الشريط الساحلي من حيث المناخ بالمؤثرات المتوسطية السهول الشمالية المطلة على البحر المتوسط مناخها حار في الصيف، معتدل الحرارة وماطر في فصل الشتاء، وتصلح تلك المنطقة لزراعة القمح والذرة الشامية والأرز ونخيل البلح والزيتون والعنب والتين والموالح وجميع أنواع الخضروات إذا تحسنت طبيعة التربة .
مصر:
أهم معالم شمال الصحراء الغربية المصرية التي ستنتهي اليها القناة: واحة سيوة ومنخفض القطارة ويقعان تحت مستوى سطح البحر ، وكذلك الساحل الشمالي الممتد من غرب الإسكندرية حتى السلوم على الحدود المصرية الليبية وتنتشر فيه القرى السياحية كما يقوم البدو بزراعة أراضيه علي مياه المطر والمياه الجوفية وتعتبر مدينة مرسى مطروح أهم مدنه. ويحد من التوسع في التنمية والعمران جنوب مرسى مطروح وجود حقول ألغام متخلفة عن الحرب العالمية الثانية مازالت ألغامها حيه وقابلة للانفجار ولم يتم إزالة تلك الألغام بعد وقد شارك في غرس تلك الألغام الجيشان البريطاني والألماني اللذان تقاتلا في تلك المنطقة بما يعرف بموقعة العلمين.
ويكتسب الساحل الشمالي أهمية اقتصادية كبيرة بالنسبة للزراعة حيث يسمح مناخه المتوســـطي أ ي الحار جاف صيفا والدفيء ممطر شتاء. بزراعة القمح والذرة الشامية والأرز والبطاطس ونخيل البلح والزيتون والعنب والتين والمشمس والموالح وفي جنوبه بالإضافة إلى الموالح أشجار الرمان و الجوافة والمانجو من الأنواع التي تجود زراعتها في مصر .


تمويل المشروع:
يتم تمويل المشروع من:
- حصة من قبل جمعيات الحركة المجتمعية للتنمية الاقتصادية والإنسانية في شمال أفريقيا وبعد تأسيس منظمة إقليمية للشباب تقوم بالتنسيق بين تلك الجمعيات ، وتأسيس شركة قابضة لتنفيذ المشروع تتفرع منها شركات فلاحية (للزراعة والإنتاج الحيواني والصناعات الغذائية والريفية) وأخرى للإنشاءات المدنية والمواصلات والاتصالات والصناعة والتعدين .
- حصة من قبل حكومات الدول المعنية والمؤسسات المالية الدولية والإقليمية والوطنية أو التابعة لدول صديقة على هيئة استثمار مباشر وليس قروضا.
- حصة من قبل شركات المقاولات التي ستقوم بتنفيذ المشروع مقابل الحصول على جزء من مستحقاتها وأسهم في رأسمال المشروع .
ويتم زيادة رأس مال الشركة القابضة سنويا من قبل المساهمين ، ولمدة 25 سنة متتالية بما تتطلبه مراحل التنفيذ أو رؤوس أموال الشركات المتفرعة من الشركة القابضة.

التنفيذ:
لا تتيح الأمطار الغزيرة على هضاب ساحل غرب أفريقيا الجنوبي تنفيذ أي إنشاءات مدنية خلاله ولذا سيتم العمل في حفر القناة بالهضبة وإقامة السدود على مجاري الأنهار في موسم الجفاف فقط ، بينما لا توجد أي عوائق مناخية في المناطق الصحراوية في موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر. وتوزع مقاطع تنفيذ القناة على شركات المقاولات المدنية بواقع 50 كيلومتر في هضاب الساحل الاستوائي و100 أو 150 كيلومتر في المناطق الصحراوية. ويتم فيما بعد توطين من يرغب من العمالة التي استعانت بها تلك الشركات في تنفيذ القناة والمنشئات الملحقة بها، بصرف النظر عن الجنسية التي ينتمون اليها.

المستوطنات الإنتاجية:
يتم تعمير الصحراء في موريتانيا والمغرب بإقامة مستوطنات سكنية على ضفة القناة الجنوبية تتكون من أسر أفريقية شابة مختلطة من شعوب شمال أفريقيا. ويتم في تلك المستوطنات تقديم حق الانتفاع بالأراضي الزراعية والمساكن باسم الزوجات ويتم تقسيم المستوطنة إلى أحياء سكنية يتم في كل حي سكني إسكان الزوجات في الأسر المختلطة من دولة عربية أو قبيلة أفريقية في حي واحد. فيجمع الحي السكني بين وحدة الزوجات وتنوع الأزواج بما يحقق الاختلاف ضمن الوحدة ويسهم في تحسين النسل وزيادة المناعة ضد الأمراض. ويتنوع سكان المستوطنة بين خريجين وبين حرفيين وصناع من مختلف المهن والحرف والصناعات.

وتتكون المستوطنة/القرية من 25 مجمع/حي سكني يحتوي كل مجمع على 50 مسكن تقطنها 50 أسرة ،.ويخصص لسكان كل مستوطنة 15.000فدان توزع على الأسر للزراعة المقيمة فيها بالإضافة إلى مباني الإدارة والخدمات (مدرسة – ناد- مكتبة عامة – ملاعب رياضية- محطة لتحويل وتوزيع الكهرباء ، محطة للمياه الصالحة للشرب – مستشفى- أسواق تجارية – ورش للصناعات اليدوية والحرفية – مطحنة للحبوب – دار للسينما والمسرح...الخ) كما يلحق بها 10.000فدان تستغل بواسطة الشركة المنفذة للمشروع أو يقام عليها مزرعة جماعية.

ويعهد بحفر القناة إلى شركات مقاولات وطنية أو تابعة للدول الصديقة المشاركة في رأسمال المشروع ، بحيث تقوم كل شركة مقاولات بحفر 100 كيلومتر وفق برامج زمنية محددة وتقوم باستعمال ناتج الحفر في أقامة جسر ترابي يستخدم كطريق بري أو مسار لسكك حديدية مستقبلا .يترتب على الحفر العميق في الصخور معرفة خصائص الأراضي الجيولوجية وإمكانيات صناعة التعدين فيها خاصة وأن هذه المنطقة تعد غنية بالثروات المعدنية وإن استنفدت الشركات الاستعمارية العديد منها إلا أنه مازال فيها بعض الخامات المعدنية التي يمكن الاستفادة منها في تحسين الأوضاع الاقتصادية وفي تحديد توجهات التنمية .و لن يقف المشروع لن عند حد الزراعة والإنتاج الحيواني وما تقوم عليهما من صناعات غذائية أو زراعية، وإنما سيتم من خلال تنفيذه بحث كل إمكانيات استغلال الثروات الطبيعية التي يمكن اكتشافها في موقعه وتسمح باستغلال اقتصادي لها، ويمكن الاستفادة منها في نهضة صناعية تزيد من حجم الناتج القومي لتلك الدول وتحسين ظروف معيشة سكانها.
وستوضح الدراسات مساحة الأراضي التي يمكن زراعتها والصناعات التي يمكن اقامتها ،وعدد المستوطنات وأجمالي عدد السكان بها عند بداية تنفيذ المشروع و بعد 25 عاما من بدء تنفيذه
فوزي منصور

No comments: